شدد وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ على ضرورة الضبط الإداري والمالي في عمل المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات التي تشرف عليها وزارته، وتنتشر في معظم المناطق. وطالب آل الشيخ خلال حفلة تدشين أحد تلك المكاتب في «سلطانة» (وسط الرياض) أعضاء مجالس إدارة المكاتب بالمشاركة في تطوير عملها، وتعزيز الرقابة المالية عليها، ليكثر الصواب ويقل الخطأ. وأعلن أن عدد المكاتب التي تُعرف سعودياً بمكاتب دعوة «الجاليات»، بلغ نحو 300 مكتب، متفاوتة في النشاط والكفاءة، إلا أنه تمنى أن يتعزز العمل الجماعي فيها والرقابة المالية، لينضم ذلك إلى التدقيق والرقابة المالية التي تقوم بها وزارته على تلك المكاتب بحسب قوله. لكن الوزير إلى جانب ذلك اعتبر مكتب «سلطانة» الذي افتتح مقره الجديد، مثلاً للنشاط الذي يطمح لأن تكون عليه تلك الأجهزة الدعوية، إذ بات واضحاً من أنشطته تركيزه على إخلاص العبودية لله. فيما ألمح إلى أن مكاتب تذهب غالبية أنشطتها إلى جوانب أقل أهمية. وأعرب آل الشيخ عن قناعته بأنه «كلما تعقد الزمان، وكثرت الخلافات فيه، شُرع للعباد أن يوجدوا سبلاً لإيصال الدعوة إلى الناس لأن وسيلة المشروع مشروعة، ووسيلة الواجب واجبة، ووسيلة المستحب مستحبة، وهذا يقضي بأن الوسائل لها أحكام المقاصد(...) ولذلك لما وجدت هذه المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات كان ذلك مما فرج عن أهل العلم الهم، لأنه وجد من يقوم بما أوجب الله عليهم كتابياً في أنهم يبلغون رسالة الله تعالى لمن كان عندنا من الجاليات المختلفة المسلمة». وتطرق وزير الشؤون الإسلامية إلى دور الوقف في دعم الأعمال الدعوية والخيرية، لافتاً إلى أن الأوقاف في الشريعة الإسلامية من أعظم ما يتقرب به إلى الله، ولذلك فإن الوزارة ترعى وتُنشط الوقف. وتابع: كان للوزارة في ذلك برامج عدة لتحريك هذه العبادة في النفوس فعلى مدى الأعوام الماضية حثثنا جميع العاملين في أي قطاع ينفع العباد في دينهم أو دنياهم أن يتقرب الناس إلى الله تعالى بالوقف عليه». وكانت حصيلة نشاط مكتب «سلطانة» الذي افتتح الوزير مقره الجديد أول من أمس، إسلام نحو 5000 شخص، وقيامه بنحو مليوني نشاط، تنوعت ما بين توزيع تراجم القرآن والأشرطة والكتب والمطويات، على الأفراد والمراكز الإسلامية، والمكاتب الدعوية التي تنقصها الإمكانات. ويعتبر أبرز جهد للمركز لفت أنظار المتابعين لاحتفاله ب 16 عاماً مضت على إنشائه، هو مشروع «الوافي» لتعليم اللغة العربية والعلوم الشرعية، لأبناء الجاليات غير الناطقين بها، ممن يدرسون في المدارس التابعة لسفارات بلدانهم، مثل باكستان والفيليبين والهند ونحوها. وفي ختام المناسبة أعلنت تبرعات بنحو مليون دولار، قدمت من جانب الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز ومؤسسة العنود الخيرية وصالح آل الشيخ ومحسنين آخرين.