تعقد دول حوض النيل قمة اليوم في كمبالا (أوغندا) للمرة الأولى منذ توقيع مبادرة حوض النيل في شباط (فبراير) 1999 تبحث خلالها المصالح المشتركة لدول الحوض وتعزيز العلاقات. وسيشدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال القمة على أهمية الحفاظ على حصة كل من مصر والسودان من نهر النيل، خصوصاً أن مصر دخلت في السنوات الأخيرة في مرحلة الشح المائي. وكانت مصر جمدت أنشطتها في المبادرة التي تضم 11 دولة من دون أن تنسحب، وذلك عقب توقيع اتفاق الإطار القانوني والمؤسسي للمبادرة «اتفاق عنتيبي» في تشرين الأول (أكتوبر) 2010. واحتجت مصر، وكذلك السودان، على توقيع الاتفاق من دون حسم الخلاف على ثلاثة بنود: الأمن المائي، الإخطار المسبق، والموافقة بالإجماع على المشاريع وليس الغالبية. وصرح الناطق باسم الرئاسة السفير علاء يوسف بأن مشاركة الرئيس السيسي في القمة الأولى لدول حوض النيل تأتي في إطار الأهمية التي توليها مصر لتعزيز التعاون مع جميع دول حوض النيل وتقريب وجهات النظر والمواقف بين دول مبادرة حوض النيل، وذلك سعياً لاستعادة شمولية المبادرة وإطلاق البرامج ومشروعات التعاون في إطارها، بما يُحقق المصالح المشتركة لدول الحوض ويُعلي مبدأ عدم الإضرار بأي طرف. وكشفت مصادر مطلعة عن أن مصر ستتقدم للقمة بمجموعة أفكار لحل الخلافات بين دول الحوض تدعم إطلاق العمل بالمبادرة ومن ثم إمكان فك تجميد عضويتها فيها، والتأكيد على أن مصر ستكون طرفا فاعلا في المشروعات المشتركة والتي تراها القاهرة ضرورية للحفاظ على موارد النهر، كما ستشدد مصر خلال القمة على أهمية الحفاظ على حصة كل من مصر والسودان من نهر النيل، خصوصاً أن مصر دخلت في السنوات الأخيرة في مرحلة الشح المائي. ونوه الناطق بأن هناك إمكانات كبيرة للتعاون بين دول حوض النيل في مجالات عديدة مثل الطاقة والزراعة والتعدين والصناعة وغيرها، ومن ثم تأتي أهمية القمة الأولى لدول حوض النيل من أجل التباحث حول سبل تعظيم الاستفادة مما تتمتع به دول الحوض من إمكانات وكيفية تعزيز التعاون فيما بينها، فضلاً عن النظر في سبل الوصول إلى الاستغلال الأمثل للموارد المائية المشتركة على النحو الذي يتيح تحقيق التنمية الشاملة لجميع دول الحوض وتعزيز التكامل الإقليمي. وسيعقد السيسي على هامش هذه القمة لقاءات ثنائية مع عدد من القادة والزعماء الأفارقة، وعلى رأسهم الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، وذلك لمناقشة سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية مع تلك الدول في مختلف المجالات، إضافة إلى التنسيق معها إزاء القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري شارك أمس الأربعاء في اجتماع وزراء خارجية ومياه دول حوض النيل، في مدينة عنتيبي في أوغندا، وسبق الاجتماع الوزاري أول من أمس الثلثاء اجتماعات تحضيرية على مستوى كبار المسؤولين، كما يشارك وزير الري والموارد المائية الدكتور محمد عبدالعاطي في الاجتماعات.