اتخذت «الاحتكاكات» الجوية بين مقاتلات روسية وغربية منحى تصعيدياً أمس، بعدما «استفزت» مقاتلة تابعة للحلف الأطلسي طائرة كانت تقلّ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ما دفع الروس الى اعتراضها وإرغامها على الابتعاد. وأفادت وكالة «نوفوستي» الرسمية الروسية للأنباء بأن مقاتلة من طراز «أف-16» تابعة للحلف اقتربت الى «مسافة خطرة» من طائرة الوزير، أثناء عبورها أجواء محايدة فوق بحر البلطيق، في طريقها الى إقليم كاليننغراد الروسي، حيث عقد شويغو أمس اجتماعاً لقيادة وزارة الدفاع، ركّز على سبل مواجهة «تحديات جديدة» تواجهها موسكو. ونقل مراسل الوكالة الذي كان في الطائرة مع وفد إعلامي، تفاصيل الحادث، إذ قال أن مقاتلة روسية من طراز «سوخوي-27» انفصلت عن السرب المرافق لطائرة الوزير، واقتربت من الطائرة الأميركية، ونفذت مناورة و»أشهرت أسلحتها» عندما امتنع الطيار الغربي عن تغيير مساره، ما دفعه الى الانسحاب من المنطقة. والحادث هو الثاني خلال الساعات ال48 الماضية، إذ كانت طائرات حربية روسية اعترضت مقاتلتين غربيتين قرب المياه الإقليمية الروسية في أجواء البلطيق أول من أمس. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن إحدى المقاتلين «نفذت مناورة استفزازية»، باقترابها الى «مسافة خطرة» من مقاتلة انطلقت لاعتراضهما، قبل أن تنسحب الطائرتان الغربيتان من المنطقة. وتكررت حوادث مشابهة في الشهور الأخيرة، غالبيتها وقعت في بحر البلطيق أو البحر الأسود، ما دفع وزارة الدفاع الروسية الى التحذير من «عمليات استفزازية متعمدة تنفذها قوات تابعة للحلف، مستخدمةً مقاتلات أو طائرات استطلاع». وطغت هذه التطورات على أجواء الاجتماع العسكري في كاليننغراد، إذ اعتبر شويغو أن تكثيف «الأطلسي» تدريباته قرب الحدود الروسية يؤكد أن الحلف «يواصل تعزيز نهج عداء واضح» تجاه موسكو. ولفت الى أن تكثيف «إجراءات التدريب العملياتي والقتالي لقوات الحلف قرب الحدود الروسية، وتنفيذها مناورات واسعة، بمشاركة أكثر من 10 آلاف عسكري و70 سفينة ونحو 79 طائرة، بينها قاذفات استراتيجية أميركية من طراز بي-52، تُعد مؤشرات الى النهج الذي يعزّزه الأطلسي». ونبّه الى أن «الوضع عند الحدود الغربية لروسيا يتجه نحو الأسوأ». وأكد أن بلاده تعتزم تشكيل نحو 20 وحدة عسكرية جديدة في قطاعها العسكري الغربي، لمواجهة التهديدات الجديدة في المناطق الحدودية. الى ذلك، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن موسكو تعمل لصوغ «ردّ متكافئ» على تشديد واشنطن عقوبات عليها. وأشار الى أن «التدابير الروسية الممكنة في شأن توسيع العقوبات الأميركية، ستكون مبنية على مبدأ المعاملة بالمثل». وأسِف لأن واشنطن «تواصل المراهنة على خطاب العقوبات، وتنأى عن العمل البنّاء، وعن إظهار إرادة سياسية حقيقية لتسوية المشكلة في شأن أوكرانيا». في غضون ذلك، أبلغت جانيت مانفرا، القائمة بأعمال نائب وكيل وزارة الأمن الداخلي الأميركي لشؤون الأمن الإلكتروني، الكونغرس أن متسللين إلكترونيين من روسيا استهدفوا أنظمة الانتخابات في 21 ولاية أميركية، خلال انتخابات الرئاسة العام الماضي. لكنها امتنعت عن تحديدها.