يحرص كثير من السعوديين خلال شهر رمضان بالصلاة، وبخاصة التراويح والتهجد، خلف عدد من الأئمة الذين يتمتعون بقدرة عالية في التجويد وترتيل القرآن بصوت عذب وجميل، حتى أصبحوا «نجوماً» يتسابق الناس من مناطق عدة للصلاة خلفهم. وتتجه الأنظار إلى أئمة المساجد، إذ إنهم يجذبون آلاف المصلين بنسبة كبيرة منهم من جيل الشباب إلى المساجد من خلال طريقة قراءتهم وتجويدهم القرآن. وتعدّ إمامة المصلين في المساجد من المهمات العظيمة، إلى جانب تبحر الأئمة في القرآن وعلومه، وامتيازهم بقدرات صوتية كان لها أعظم الأثر في الشهرة الواسعة التي نالوها، إذ يسير غالبيتهم على خطى شيوخ سكنت أصواتهم الذاكرة، ومنهم الشيخ على عبدالرحمن الحذيفي، الذي عين في المسجد النبوي منذ 1399ه، والذي يعتبر أقدم الأئمة الأحياء الذين أمّوا في الحرمين الشريفين. ويأت كذلك الشيخ صالح بن حميد الذي سبق الشيخ عبدالرحمن السديس في الحرم، إذ عين ابن حميد في مطلع عام 1404ه، وكان صلى مكلفاً ليلة ال30 من رمضان عام 1403ه، وعين السديس بعده، كما أن الحذيفي كان مكلفاً في «تراويح» الحرم المكي عام 1410ه. وهناك أيضاً الشيخ علي جابر الذي أحب تلاوته ملايين المسلمين، وقلده الكثير من الأئمة بسبب أسلوب تلاوته المميزة، في حين لم تكن لديه رغبة في الإمامة مطلقاً، إذ حفظ كتاب الله وتدبر معانيه، ولم يكن المقصود منه أن يكون به إماماً، ولكن شاءت الإرادة والحكمة الإلهية أن يتولى الإمامة في مسجد الغمامة بالمدينة النبوية. ويعتبر الشيخ عبدالرحمن السديس إمام الحرم المكي الشريف أشهر مرتلي القرآن الكريم، إذ حفظ القرآن ولم يكن يبلغ من العمر 12 عاماً، وعرف بالنبرة الخاصة في صوته التي تخشع معها الأفئدة، وتجويده الممتاز. ويتناوب على إمامة المسجد الحرام بمكة المكرمة هذا العام سبعة أئمة يتقدمهم الشيخ عبدالرحمن السديس، والشيخ الدكتور عبدالله الجهني، والشيخ سعود الشريم، والشيخ ماهر المعيقلي، إضافة إلى الشيخ بندر بليلة، والشيخ خالد الغامدي، والشيخ صلاح باعثمان، ويؤم في المسجد النبوي الشيخان خالد الدوسري وخالد المهنا خلال شهر رمضان. بينما يتسابق المصلون للصلاة خلف الأئمة في مساجد مدينة جدة، مثل الشيخ توفيق الصائغ، الذي ولد في إريتريا، وعاش في السعودية من صغره، وهو أحد تلاميذ الشيخ محمد بن عثيمين، وحاصل على ماجستير من جامعة الإمام، وإمام مسجد اللامي في جدة.