مسلسل الشغب والحماوة الطائفية تتكرر فصوله في ملاعب كرة السلة اللبنانية مسعّرة أزماتها ومعسّرة أحوالها، علماً أن بطولة الدوري دخلت مفصل النهائيات، وأهل اللعبة يستعدون لإستضافة بطولة الأندية العربية أواخر نيسان (إبريل) المقبل. أول من أمس، لم تنته مباراة الحكمة وتبنين ضمن دور الثمانية «رياضياً», بل بوابل من الشتائم السياسية والطائفية التي ترددت داخل «قاعة ميشال المر» (شرق بيروت) وخارجها. وتوقفت المباراة قبل 3.17 دقائق على نهايتها, وكان الحكمة متقدماً 70-53, نتيجة الهتافات السياسية والطائفية قبل أن تحصل مواجهات بين الجمهورين, وتراشق في عبوات المياه. وطالت الشتائم رموزاً سياسية ودينية, وأصيب عدد من أفراد الجمهور نتيجة التراشق بأجسام الغريبة وعبوات المياه, قبل أن يتضارب البعض من جمهور الفريقين خارج الملعب وتعمل القوى الأمنية على تفريقهم. وتعرّض المصوّر الصحافي عدنان الحاج علي للضرب من القوى الأمنية على رغم إبرازه بطاقته الصحافية وإبلاغهم بأنهم يؤدي مهمته، كما تعرّضت كاميرته للكسر. واستحصل على تقرير عن إصابته من الطبيب الشرعي وقدّم شكوى وفق القوانين المرعية. وإنسحب تبنين من المباراة بعد إخراج جمهوره من قبل القوى الأمنية, فتم تخسيره المباراة بنتيحة 20- صفر. وبدأت الشتائم الدينية والسياسية قبل نحو ساعة من اللقاء ولم تنته الا مع مغادرة الجمهورين للملعب, علماً ان معظم جمهور تبنين ينتمي سياسياً الى المعارضة, وجمهور الحكمة الى الموالاة. وقررت لجنة الأمور المستعجلة في اتحاد اللعبة المستعجلة ايقاف جمهور الناديين لمرحلتين، وتغريم كل ناد 6700 دولار. ووجهت إنذاراً نهائياً للفريقين انه في حال تكرار ما حدث في مباراة الثلثاء, سيمنع جمهورهما من متابعة المباريات حتى نهاية الموسم. وسبق أن فاز تبنين على الحكمة مرتين في الدوري 82-74 ذهاباً, و65-56 اياباً. ولوثت «موشحات» الشتائم مباريات كثيرة هذا الموسم، أبرزها لقاء الرياضي والحكمة في كانون الثاني (يناير) الماضي, الذي علّق بسبب الاشكالات واستكمل في اليوم التالي. وأعلن الاتحاد بعدها أن الجمهور سيكون محصوراً بأنصار الفريق المضيف في كل مباراة ريثما تنجلي الأمور، وخشية صدور قرار من المراجع السياسية والأمنية بإقامة المباريات خلف أبواب موصدة. لكن هذه الخطوة «العلاجية» لم تطبق وذابت مفاعيلها مع الأزمات الادارية المتلاحقة عقب مشكلة تمرّد لاعبي الرياضي، والتي لا تزال تردداتها مستمرة في ضوء قرار الرياضي العفو عن لاعبه فادي الخطيب وطلبه من الاتحاد إعتماد الخطوة ذاتها، متسلحاً بقرار من قاضي الأمور المستعجلة، ما يلغي فوراً «إتفاق الشرف» بين بطل لبنان وأندية الحكمة والشانفيل وبلوستارز وفيطرون، وفي ظل تهديد الأندية الأربعة بخطوات تصعيدية، علماً أن الاتحاد استأنف القرار القضائي، وبردّ الرياضي التأزم المستجد بإعلانه الإلتزام بكل ما يُصدره الاتحاد «باعتباره الممثل الوحيد لادارة اللعبة».