أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن المقاطعة التي تفرضها دول خليجية على قطر «قد تستمر سنوات إذا لم تغير مسار سياساتها الداعمة للمتشددين»، وأضاف أن الدول المقاطعة تعد قائمة ب «الشكاوى» ستعلنها قريباً، فيما قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الدوحة ترفض إجراء مفاوضات مع الدول المختلفة معها قبل «رفع المقاطعة الاقتصادية». وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الديبلوماسية وأوقفت حركة النقل مع قطر في الخامس من حزيران (يونيو) الجاري في أسوأ أزمة ديبلوماسية تشهدها المنطقة منذ سنوات. وتتهم الدول الأربع قطر بتأجيج الاضطرابات في الشرق الأوسط وتمويل الإرهاب والتقارب مع إيران. وتحاول الكويت التوسط لحل الأزمة لكنها لم تحرز تقدماً يذكر حتى الآن وطالب الشيخ صباح الأحمد الصباح دول الخليج العربي بالتغلب على الخلاف الذي أدى إلى أسوأ شقاق إقليمي منذ سنوات، مؤكداً أن على «كل الأطراف الحفاظ على الوحدة الخليجية». وقال قرقاش متحدثاً إلى مجموعة صغيرة من الصحافيين في باريس إن «الوساطة الكويتية ستكون مفيدة جداً وستكون هناك مطالب. قطر ستدرك أن هذا الوضع جديد وأن العزلة قد تستمر سنوات». وأضاف «إذا كان القطريون يريدون عزلهم بسبب رؤيتهم المنحرفة لدورهم السياسي، فلندعهم يُعزلون. ما زالوا في مرحلة من الإنكار والغضب». وزاد أن «مبعث القلق الرئيسي هو التعامل مع صلات الدوحة بالجماعات المرتبطة بالقاعدة وبجماعات إسلامية أخرى في أنحاء المنطقة، إضافة إلى علاقاتها بجماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس». وتابع أن «قائمة بشكاوى الدول العربية ستستكمل في غضون الأيام القليلة المقبلة». وقال: «لا نرى تصعيداً لكن عزلة. أنت (قطر) جزء من فريقنا لكن تواصل إحراز الأهداف في مرماك»، وتحدث عن الدعم القطري لجماعات متشددة في ليبيا واليمن وسورية. وأضاف: «هناك خطر يتمثل في محاولة إيرانوتركيا سد الفراغ الناجم عن الخلاف»، وحض أنقرة على التزام الحياد. وأوضح: «ما زلنا في الأيام الأولى. تحاول تركيا الموازنة بين تعصبها الأيديولوجي ومصالحها الوطنية. لا نزال في المرحلة ذاتها، دعونا نأمل في أن يتحلوا (الأتراك) بالحكمة ويفهموا أن ذلك في يصب في مصلحتهم». ويعتقد قرقاش الذي يزور باريس في إطار جهود لحض الحلفاء الأوروبيين على الضغط على الدوحة، أن «هناك حاجة لمراقبة أنشطة قطر في المنطقة إذا تراجعت عن مواقفها، وبأن القوى الغربية قد تضطلع بهذه المهمة». وقال: «لا توجد ثقة. حتى الآن ما زالت إقامة نظام مراقبة مجرد فكرة يمكن فرنسا أو بريطانيا أو الولاياتالمتحدة أو ألمانيا القيام بها، لأن لديها النفوذ الديبلوماسي والمعرفة التقنية». من جهة أخرى، أجرت قطر تدريبات عسكرية مشتركة مع قوات تركية أمس لتسلط الضوء على واحد من تحالفاتها القوية المعدودة بعد أسبوعين من عزلة اقتصادية. وبثت قناة «الجزيرة» مقطعاً مصوراً لطابور من حاملات الجنود المدرعة يتحرك وسط الشوارع. وأفادت أن قوات تركية إضافية وصلت الأحد للمشاركة في التدريبات، غير أن مصادر عسكرية في المنطقة قالت إن القوات التركية موجودة بالفعل هناك ولم ترسل أنقرة أي وحدات جديدة. وتركيا واحدة من الدول القوية القليلة في الشرق الأوسط التي تقف إلى جانب قطر بعد أن قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية مع قطر متهمة إياها بدعم الإرهاب. وتنفي قطر دعم الإرهاب وتؤكد أن معاقبتها تأتي بسبب خروجها عن الخط السياسي لجيرانها. وقال الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي: «الحصار مستمر منذ أسبوعين، والدول التي تحاصرنا لم تطرح أي صيغة لحل الأزمة». وأضاف: «من المؤسف أن جيراننا اختاروا استثمار وقتهم ومواردهم في حملة دعائية بلا أساس... الدول التي تحاصرنا تستخدم الإرهاب حيلة دعائية». إلى ذلك، دعا الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح دول الخليج العربي إلى «التغلب على الخلاف الديبلوماسي». وقال في مناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان إنه «يتطلع بكل الرجاء والأمل في هذا الشهر الفضيل وفي لياليه المباركة لتجاوز التطورات الأخيرة في بيتنا الخليجي ومعالجتها وتهيئة الأجواء لحل الخلافات المؤسفة ورأب الصدع بالحوار والتواصل»، وأضاف أن دول الخليج لديها «مصير واحد بسب العلاقات التاريخية والعائلية، ما يحتم علينا الحفاظ على الكيان الخليجي ليبقى متماسكاً».