المنع، كان عنوان تعامل المجلس الأعلى المصري للثقافة مع الصحافيين، خلال متابعتهم مَنح جوائز الدولة في الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية. فوزير الثقافة رئيس المجلس حلمي النمنم قرر منعهم من متابعة نتائج التصويت في أثناء العمل عليها مساء الأحد الماضي، ومنعهم مِن معرفة بيانات من تمَّ ترشيحهم للجوائز، فيما حُجبت تقارير التقييم المقدمة من لجان فحص الأعمال المرشحة في فروع جائزة الدولة التشجيعية بدعوى أنها «سرية». وضمن 32 جائزة تضمنتها فروع جائزة الدولة التشجيعية دورة عام 2016، حجبت 11 جائزة من دون معرفة الأسباب. وهي النسبة الأقل مقارنة بدورة 2015 والتي حجبت خلالها 13 جائزة وكانت دورة 2014 هي الأكبر بحجب 17 جائزة. وأوردت تقارير لجان التحكيم أن سبب حجب غالبيتها يعود إلى أنها أعمال لا ترقى إلى المستوى المطلوب، المسألة التي أكدها عضو المجلس الأعلى للثقافة نبيل عبدالفتاح في افتتاح الدورة الحالية حين أشار إلى أن غالبية الأعمال المقدمة لا ترقى إلى قيمة الجائزة الممنوحة. المسألة التي دفعت وزير الثقافة المصري إلى التصريح بأنه بصدد تشكيل لجنة لدراسة ظاهرة الحجب، لأنه لوحظ حجب الكثير من الجوائز بخاصة في التخصصات العلمية، نتيجة قلة عدد المتقدمين للجائزة أو عدم التقدم لها. وعلى رغم صدور قانون خاص بآليات منح الجائزة وضع شرطاً ألا يتجاوز عمر المرشح لنيل جائزة الدولة التشجيعية 40 عاماً وقت إعلان النتيجة، إلا أن وزير الثقافة المصري أوقف العمل بهذه المادة في الدورة الحالية على أن يُعمل بها لاحقاً، فإن المتنافسين قدموا أعمالهم قبل إقرار القانون بعامين. ومع أن هدف الجائزة التشجيعية هو دعم الحاصل عليها في بداية حياته العملية، إلا أن ثمانية فائزين في دورة هذا العام هم في العقد السادس من العمر، واثنين في العقد السابع وعشرة في العقد الخامس، وفائز واحد فقط عمره أقل من 40 سنة. أيضاً فاز ثلاثة مرشحين بالتشجيعية وهم أعضاء في لجان المجلس الأعلى للثقافة التي تختار المحكمين وتحدد آليات الفوز، المسألة التي تم الاعتراض عليها غير مرة في السنوات الماضية. أما جائزة الدولة للتفوق ففاز بها في شعبة الآداب الروائي جار النبي الحلو، وحُجبت جائزتان، وفي شعبة العلوم الاجتماعية فاز محمد شومان ومنى حجاج واللواء نبيل لوقا، وفي الفنون فاز سهير عثمان، وطارق التلمسانى. وفي ما يتعلق بجائزة الدولة التقديرية في الفنون، فاز سمير خفاجي، وأحمد شيحة، وصبري منصور، وفي الآداب مصطفى الضمراني، ونبيل عبدالحميد، وزكريا عناني، وفي العلوم الاجتماعية، الراحل مصطفى لبيب، وشاكر عبدالحميد، ومحمد رياض... أما جائزة النيل، ففي الفنون فاز المخرج علي بدرخان وفي الآداب، فاز الراحل الطاهر مكي، وفي العلوم الاجتماعية فاز صبري الشبراوي. ومن أبرز الفائزين بجائزة الدولة التشجيعية الشاعر جرجس شكري في النقد المسرحي، وسمير الفيل، في مجال المجموعة القصصية، وفي مجال ديوان الشعر فازت الشاعرة سلمى فايد. وفي العلوم الاجتماعية، فاز حاتم الجوهري عن كتابه: «تأملات في المسألة اليهودية». وفي شعبة العلوم الاقتصادية والقانونية، حجبت الجوائز في المجالات الآتية: مجال فلسفة القانون وتاريخه، مجال قوانين التجارة (قانون تجاري، علاقات تجارية دولية، قانون بحري، قانون جوي)، ومجال الدراسات الشرق أوسطية، ومجال الفكر والنظرية السياسية، ومجال تمويل التنمية بين الاعتماد على الذات والاقتراض من الخارج، ومجال سياسات مناهضة التمييز. وفازت ماجدة شلبي في مجال السياسات الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، عن كتابها: «المالية العامة واقتصاديات الرفاهية ودور الدولة في تحقيق الكفاءة للتخصصية للموارد»، أما في مجال ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان، فقد فاز شريف يوسف حلمي عن كتابه: «حرية تداول المعلومات بين المنع والإباحة».