انشغل رئيسا الجمهورية ميشال سليمان وحكومة تصريف الأعمال سعد الحريري امس، بمتابعة تطورات الازمة الحكومية في لبنان عشية الاستشارات النيابية التي يباشرها الأول ظهر اليوم لتسمية رئيس جديد للحكومة. وتلقى سليمان اتصالاً من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تناولت خلاله الوضع في لبنان، «وأعربت عن وقوف الولاياتالمتحدة الى جانب لبنان راهناً، وفقاً لما يقرره اللبنانيون لأنفسهم»، بحسب بيان للمكتب الاعلامي للرئاسة اللبنانية. ورد سليمان مؤكداً أن «التطورات لها طابع سياسي وتتم معالجتها وفقاً للدستور وبالطرق الديموقراطية»، وشدد على أن «اللبنانيين سيتمكنون من تلافي الوصول الى ازمة وايجاد الحلول من طريق اعتماد نهج الحوار والتوافق والإحتكام الى الأصول الدستورية وروح الميثاق الوطني».وكان سليمان استقبل امس أمير موناكو البير الثاني الذي غادر لبنان. الى ذلك، نقل الأمين العام لرئاسة الحكومة الأسبانية بيرناردينو ليون الى رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية سعد الحريري «رسالة دعم للبنان وللاستقرار والديموقراطية والاستقلال والسيادة لهذا البلد»، معتبراً أن هذه الامور «مهمة جداً بالنسبة لأسبانيا»، وفق المعلومات الرسمية اللبنانية. وقال ليون خلال زيارته الحريري في حضور السفير الإسباني خوان كارلوس غافو والمستشار محمد شطح أمس، ان اسبانيا «كانت إلى جانب لبنان في الأوقات الصعبة كما في الأوقات الطيبة، وفي المرحلة الأخيرة سادت بيننا روح التعاون والازدهار بالنسبة للبنان»، مشدداً على أن بلاده تريد «لبنان مزدهراً وديموقراطياً، كما أننا مقتنعون بأن اللبنانيين سيتمكنون من تخطي هذه الأزمة، وهم تخطوا أزمات مماثلة في مناسبات مختلفة، لكن أسبانيا والمجتمع الدولي سيبقون قريبين جداً من لبنان ويريدون التعاون معه لتخطي هذا الوضع». وأضاف: «نحن أيضاً مقتنعون بأن اللبنانيين يريدون حلاً دائماً يقوم عبر الحوار، وهذه رسالة مهمة جداً بالنسبة للمجتمع الدولي، وهو أمر ناقشناه مع الرئيس الحريري، الذي هو بدوره متأكد من أن الحوار يجب أن يكون أداة العمل في مرحلة الأزمة، ونحن نعتقد بأن الحل يجب أن يأتي في أسرع وقت ممكن، لتتمكن كل مؤسسات الدولة في لبنان من إنجاز عملها والقيام بمسؤولياتها الدستورية في شكل صحيح». وأوضح أن بلاده «كانت لاعباً منخرطاً بقوة في المنطقة وكذلك في لبنان، وحالياً لدينا مسؤوليات في إطار قوات يونيفيل العاملة في جنوب لبنان، ورئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس ثاباتيرو يتابع عن قرب الوضع في لبنان، ويريد أن يبقى على تواصل مستمر مع اللاعبين في لبنان، وهذا هو السبب الرئيسي لوجودي هنا»، مجدداً التأكيد أن «اسبانيا تدعم العدالة والسلام والاستقرار، ونعتقد أن هذه الأمور يجب أن تبقى المكون الرئيسي لحل هذه الأزمة». كذلك استقبل الحريري السفير المصري أحمد فؤاد البيدوي وعرض معه المستجدات. ثم التقى السفير الروسي ألكسندر زاسيبكين الذي شدد على «ضرورة تجاوز الأزمة الحالية في إطار الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله والأمن والسلام المدني فيه»، وقال: «نقدر عالياً موقف الرئيس سعد الحريري الذي يدعو إلى إيجاد الحلول للمشاكل عبر الحوار بين اللبنانيين»، وأضاف انه أكد «موقف روسيا من القضية المهمة ليس فقط للبنانيين، بل للمجتمع العالمي أيضاً، وهو موضوع المحكمة الدولية، وهو ما يزال الموقف نفسه الذي أكده الرئيس الروسي مدفيديف ورئيس الوزراء بوتين أثناء المحادثات مع الرئيس الحريري في موسكو في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي»، مجدداً التشديد على أن «تستكمل المحكمة الدولية أعمالها من أجل تحقيق أهداف عدة، ومنها معرفة حقيقة ما جرى في لبنان من اغتيالات والتخلص من التراث السيئ الماضي والتوجه نحو مستقبل أفضل للبنان من خلال تطوير لبنان كدولة ذات سيادة». وعما اذا كانت روسيا تؤيد عقد مؤتمر دولي لحل الازمة في لبنان، قال: «روسيا كانت ولا تزال تشارك دائماً في كل الجهود الدولية الرامية الى إيجاد تسويات للمشاكل في الشرق الأوسط بصفتها العضو الدائم في مجلس الامن وعضواً في المجموعة الرباعية بالنسبة للنزاع العربي - الاسرائيلي، وتقليدياً روسيا تشارك في كل الجهود بالنسبة لتثبيت الاستقرار في لبنان»، وأضاف: «الآن نحن ندرس المعلومات الواردة بالنسبة لاقتراحات تشكيل لجنة للمساعدة وسوف نحدد موقفاً محدداً من هذا الموضوع في ضوء المعلومات الجديدة، لانها فكرة جديدة ويجب معرفة تفاصيلها». واستقبل الحريري عصراً السفير السعودي علي عسيري، وعرض معه المستجدات والعلاقات الثنائية.