ترفض الممثلة الكويتية أحلام حسن تجسيد دور فتاة متحولة جنسياًّ، كونه لا يوجد نماذج للمتحولين جنسياً في الخليج، وهو ما يعني أنه لا يمكن درس حالاتهم. وقالت ل «الحياة»: «أرفض تجسيد شخصية المتحولين جنسياً في الدراما، ليس اعتراضاً على الدور، إنما لعدم وجود نماذج أمامنا يمكن درسها، والتعمق فيها لمعرفة الحالات السيكولوجية، والنفسية، والعاطفية، والاجتماعية التي تمر بها تلك الشخصيات». وأضافت أنها بدأت تستعيد عافيتها والعودة إلى الساحة الفنية بعد إجرائها لجراحة ألزمتها الفراش فترة طويلة، وحرمتها من المشاركة في عدد من الأعمال التي عرضت عليها، مشيرةً إلى أن هذا التوقف حرمها من التواصل مع الجمهور، لكنها استغلته لمراجعة حساباتها، وما قدمته من أعمال. وتابعت: «عُرض عليّ نصان، لكنني رفضتهما، لسوء حالتي الصحية أولاً، ولأنها لا تناسب توجهي ولا ترضي طموحاتي ثانياً، إذ يصر المنتجون على إعادة تقديمي بشخصية الدكتورة سعاد التي قدمتها في (أم البنات)، وهي فتاة مثقفة تلقت تعليمها في دول الغرب، وهذه النوعية من البشر غالباً ما تكون ناقمة أو رافضة للمجتمع الشرقي، الذي يخالف ما تعلمته من قوانين واكتسبته من عادات غربية، ونجح الدور بشكلٍ فاق توقعاتي، على رغم تخوفي من ردود الفعل، ومن هذا سبب رفضي، لأنني لا أريد أن أكرر تلك الشخصية». وذكرت أن مسلسل (أم البنات) يمثل أحد أهم الأعمال الدرامية على المستوى العربي، التي تم انجازها، إذ تعتبر تجربة حضانة بالمعاني، وثرية بكل المفردات الإبداعية على صعيد الكتابة والتحليل والإخراج والتمثيل والإنتاج، ويعود ذلك إلى الدور الذي كانت تقوم به الفنانة سعاد عبدالله، منتجة العمل من حيث مراقبة التفاصيل كافة، وتوجيه في أداء الشخصيات، وهو ما خلق حالاً من الانسجام والترابط، فنحن أمام عدد بارز من النجوم، الذين تميزوا بأدائهم واحترافهم العالي، ولهذا حصد العمل هذا الكم الكبير من النجاح والتفاعل والإقبال والدراسة والإشادة. وعن اختياراتها للأدوار التي تؤديها، قالت: «يعود أولاً إلى أسلوبي في قراءة النصوص، ودراسة الشخصيات وتحليلها، والدور لديّ ليست مجرد لبس أو مظهر بل هي قيمة وبُعد ومضامين، وأهتم بالجوهر، وأعمل على صقلها، كي تظهر الشخصية بكل مضامينها وأبعادها، وإبراز معاناتها وألمها وقسوة الظروف التي تحيط بها». ولفتت إلى أنها تسمع مثل غيرها عن وجود متحولين جنسياً في الوسط الفني في الكويت، لكنها لا تعرفهم، ولم تلتقيهم، كون ذلك من الخصوصيات التي لا يمكن الجزم فيها إلا باعتراف الشخص نفسه، على رغم «أنني سبق أن جسدت الكثير من النماذج النسائية السلبية والجريئة، فمثلاً عندما جسَّدت شخصية الفتاة المشوهة في مسلسل (صحوة زمن) كنت قد عقدت جلسات مكثفة مع خبراء تجميل، وعند تجسيدي شخصية المعوقة في مسلسل (اللقيطة) تعرفت على حالات مماثلة من ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين». وعن الأدوار الجريئة واستعدادها لتقديمها، أوضحت أن هذه الأدوار إذا كانت تحمل رسالة ومضموناً مهماً فإنه لا تمانع من تقديمها، بيد أن كل جرأة تحسب كذلك، فهناك أدوار تصنف من الوقاحة. وقالت: «أنا فتاة خليجية لديّ عادات وتقاليد ومجتمع أحترمه ويحترمني، فليس كل جرأة تحسب للممثل بل قد تحسب عليه.وأكدت أنه من الممكن تقديم أدوار جريئة، لا تخدش حياء المشاهدين كما حدث في مسلسل (بعد الشتات)، حيث قدمت دوراً جريئاً يعرض للمرة الأولى، وهو دور فتاة لها ميول جنسية نسائية، فعندما قدمت هذه الشخصية أثارت خيال المشاهدين وتساؤلاتهم عن ماهية هذه الفتاة وما الذي تفعله بالضبط، وهو من الأدوار الجريئة المخفية، فلم يخدش حياء المشاهدين، لأننا نميز بين الجرأة والوقاحة». وأكدت أن السينما بالنسبة لها حلم جميل عاشته في تجربة مهمة اسمها (سلة مهملات) مع المخرج عبدالله بوشهري، وهذا الفيلم الكويتي حصل في العام الماضي على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان أبوظبي الدولي للسينما. ولفتت إلى أن صناعة السينما في دول الخليج تحتاج إلى دعم الحكومات، كي يتاح لها الازدهار، لأن القطاع الخاص لن يغامر بتقديم سينما راقية ومميزة في ظل تطور العملية التلفزيونية الدرامية، التي تدر لتلك الشركات عائداً مادياً. وذكرت أن الشركات لن تغامر في دعم السينما في دول الخليج، إذ إن ذلك يعتبر سبباً رئيسياً لغيابها. وأشارت إلى أن العملية الفنية والمهرجانات السينمائية التي نراها والتي تنعش الآمال السينمائية لنا كجيل مهتم بهذا الفن النبيل تحتاج إلى الدعم.