أكد السفير الفنلندي لدى الرياض بيكا فاوتيلاينين، أن موقع فنلندا الجغرافي خلال فصل الصيف يشكل تحدياً كبيراً للصائمين خلال شهر رمضان الفضيل، لأن الشمس تغيب بعد منتصف الليل وتشرق باكراً جداً، لذا فإن وقت الصيام طويل جداً. وقال فاوتيلاينين ل«الحياة» أمس، إن شهر رمضان الكريم يحدث تغييرات في الجاليات الإسلامية، فالمسلمون يقضون شهر رمضان في فنلندا بالطريقة نفسها التي يقضونها بها في بلدهم الأم، مشيراً إلى أن المسلمين يقضون «رمضان» بطرق مختلفة، بناء على الوقت الذي يأتي فيه شهر رمضان في السنة. وأضاف أن الجدل يزداد في شهر رمضان حول ساعات الصيام، إذ تبلغ ساعات الصيام 21 ساعة، فيما ساعات الفطر ثلاث ساعات، لافتاً إلى اختلاف الأئمة في فنلندا حول مدة الصيام فمنهم من أفتى بضرورة الصوم مدة 21 ساعة، فيما أفتى آخرون بوجوب الصوم بحسب توقيت مكةالمكرمة.ولفت إلى أن بعض العائلات تتبع رزنامة عدد من الدول الإسلامية خصوصاً (السعودية) لتجنب فترات الصيام الطويلة جداً، ولكن من الجانب الإيجابي فإن فنلندا ليست حارة كحرارة الكثير من البلدان الإسلامية، لذا يقول البعض إن بمقدورهم تحمل العطش بشكل أفضل على التراب الفنلندي. وقال: «المسلمون في رمضان تتغير عاداتهم، فبعضهم يشاهد أداء شعائر العمرة عبر التلفاز، والبعض الآخر يقضي الوقت في المسجد القريب منه، كما أن الناس يعملون خلال شهر رمضان بشكل اعتيادي، وبعضهم يتمتع بإجازته السنوية الصيفية خلال شهر الصيام، كما أن الكثير من سفارات البلدان الإسلامية تنظم احتفالات في العاصمة هلسنكي». وأضاف: «تستمتع العائلات المسلمة بتجمعات الأصدقاء والأقرباء في بيت العائلة، وفي الغالب ينعمون بالحلويات وأنواع الطعام الشائعة في بلدهم الأم»، مبيناً أن الأسواق الفنلندية تبقى مفتوحة، وكل شيء يعمل كالمعتاد، لأن فنلندا ليست بلداً إسلامياً، أما بالنسبة لغير المسلمين فهم لا يمانعون الصيام، والجميع يقدر ويحترم ثقافة الآخر بغض النظر عن دينه. وبين أن فريق عمل السفارة الفنلندية في السعودية يستمتع جداً بخصوصية وتجمعات شهر الصيام، مشيراً إلى أن كل الدول العربية تتمتع بصفاتها الفريدة الخاصة بها، والجوانب الإسلامية حاضرة بشكل جميل في جميع البلاد العربية والفن المعماري والعادات المحلية.