بعد ساعات على حديث وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي عن خلوّ بلاده من خلايا تنظيم «داعش»، أعلنت السلطات قتل 4 من مسلحي التنظيم في محافظة هرمزكان جنوب البلاد، معتبرة أن الهدف من هجومَي طهران الأسبوع الماضي هو «استغلالهما سياسياً». وأشار قائد الشرطة في هرمزكان عزيز الله ملكي إلى أن المسلحين الأربعة قُتلوا بعد مطاردة سيارة كانوا يستقلونها، لافتاً إلى مصادرة 4 رشاشات كلاشنيكوف وذخيرة ومتفجرات وعلم ل «داعش». وذكرت مصادر أن اثنين من المسلحين أفغانيان، فيما أن الآخرَين إيرانيان. تزامن ذلك مع إعلان مسؤول قضائي في هرمزكان توقيف 5 أشخاص «مرتبطين» بالتنظيم في ميناء جاسك. وبعدما تبيّن أن المسلحين الخمسة الذين نفذوا الهجومين على مبنى مجلس الشورى (البرلمان) ومرقد الإمام الخميني في طهران الأربعاء الماضي، كانوا إيرانيين أكراداً، أصدر النواب الأكراد في البرلمان بياناً يستنكر الاعتداء، معتبرين أن «التيار التكفيري المتطرف لداعش لا ينتمي إلى أي عرق أو مذهب أو جنسية، بل ينبع من انحرافات فكرية وإجرامية». وشدد البيان على أن «الأكراد هم في مقدّم المحاربين للتيارات الإرهابية»، معلناً «استعدادهم لتقديم كل التضحيات لمواجهة هذه التيارات وحماية أمن البلاد واستقرارها»، ودعا إلى «ردّ مناسب ودقيق على الاعتداء». وذكر مسعود بزشكيان، نائب رئيس البرلمان، أن المجلس واصل جلسة علنية كان يعقدها خلال الهجوم، «بكل قوة وسط دوي رصاص متطاير من الإرهابيين الدواعش»، معتبراً أنه «لولا تضحيات مدافعي الحرم لكان داعش توغل في كل أرجاء إيران». إلى ذلك، رأى الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن اعتداء طهران هو «امتداد لمسلسل الجرائم الإرهابية في المنطقة»، معتبراً أنه «استهدف إشاعة رعب واستغلاله سياسياً». وشدد على وجوب «دعوة كل الدول إلى بذل جهود لمكافحة الإرهاب». في أوسلو، استبق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تشديد الكونغرس الأميركي عقوبات على «الحرس الثوري» الإيراني، مبدياً أسفاً لأن «سلوك إدارة» الرئيس دونالد ترامب «ليس مبشراً»، ومستدركاً أنها «ستجد في نهاية المطاف أن من الضروري التزام الاتفاق» النووي المُبرم بين طهران والدول الست. وتابع: «ستجد الإدارة الأميركية أن من مصلحة الولاياتالمتحدة، إضافة إلى مصلحة السلام والأمن الدوليَين، الوفاء بتعهداتها». وكان ظريف اعتبر أن قرار الكونغرس «يؤشر إلى قصر نظر وسياسة خاطئة»، مضيفاً: «سنردّ إذا اقتضى الأمر». وأشار إلى أنه وجّه إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني رسالتين خلال الأسابيع الأخيرة، في شأن «نكث أميركا عهودها في تطبيق الاتفاق، وتأثير سياساتها الهدّامة في هذا الصدد». واستدرك أن «وتيرة تطبيق الاتفاق تسير في شكل طبيعي، نظراً لالتزام إيران والاتحاد الأوروبي تنفيذه». أما بهرام قاسمي، فأكد أن طهران «لن تجامل أحداً في شأن مصالحها القومية».