أظهرت توقعات بعد الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية أمس (الأحد) أن حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المشكل حديثاً في طريقه إلى التغلب على الأحزاب التقليدية الرئيسة والحصول على غالبية كبيرة لإقرار إصلاحاته المؤيدة للأعمال. وإذا تأكدت النتائج فستكون بمثابة «ضربة ساحقة» أخرى ل «الحزب الاشتراكي» والأحزاب المحافظة التي تبادلت الهيمنة على السلطة لعقود إلى أن قضى فوز ماكرون في أيار (مايو) الماضي على صيغة اليمين واليسار التي شكلت السياسة الفرنسية. وقالت مؤسسات لاستطلاع الرأي إن أكثر من 30 في المئة من الناخبين اختاروا حزب «الجمهورية إلى الأمام» بزعامة ماكرون في الجولة الأولى، وهي نتيجة قالت إنها قد تمنح حزب ماكرون ما يصل إلى ثلاثة أرباع المقاعد في مجلس النواب بعد الجولة الثانية التي ستعقد الأسبوع المقبل. ومن شأن ذلك أن يمنح أصغر زعيم فرنسي منذ نابليون تفويضاً قوياً يمكّنه من الوفاء بتعهداته الانتخابية لإنعاش فرص فرنسا لتطهير السياسات وتخفيف اللوائح التي يقول مستثمرون إنها تعيق ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو. وقال الناطق باسم الحكومة كريستوف كاستنر إن «الشعب الفرنسي أظهر أنه يريدنا أن نمضي سريعاً». وحذر كل من «الحزب الاشتراكي» وحزب «الجمهوريين» المحافظ الناخبين من تركيز سلطة أكثر مما ينبغي في يد حزب واحد في الجولة الثانية. ويقرّ ماكرون بأنه لا ينتمي إلى اليمين أو اليسار. ودفع حزبه «الجمهورية إلى الأمام» الذي تأسس قبل عام بمزيج من ساسة مخضرمين وحديثي عهد بالسياسة، ومن بينهم مصارع ثيران سابق وطيار حربي وقائد سابق في الشرطة العسكرية. وقال خوسيه جيفري، المدير في وزارة الصحة والذي صوت ل «حزب الجمهورية إلى الأمام»: «هذا تجديد للطبقة السياسية... عرفت أناساً شغلوا عضوية البرلمان لمدة 40 عاماً». وتتوقع استطلاعات الرأي حصول حزب ماكرون وحليفه حزب «الحركة الديموقراطية» الذي يمثل يمين الوسط على ما لا يقل عن 30 في المئة من الأصوات اليوم مع حصول حزب ا«لجمهوريين» المحافظ وحلفائه على حوالى 20 في المئة، وحزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف على حوالى 17 في المئة. وأظهرت توقعات لثلاث مؤسسات لاستطلاع الرأي إلى أن حزب «الجمهورية إلى الأمام» سيحصل بعد الجولة الثانية على ما بين 390 إلى 445 مقعداً من مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 577، وقد تكون أكبر غالبية منذ فوز «المحافظين» بزعامة الرئيس شارل ديغول بأكثر من 80 في المئة من المقاعد في العام 1968. ويريد ماكرون، المصرفي السابق، إجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية كبيرة تشمل تخفيف قوانين العمل الصارمة وإصلاح نظام معاشات التقاعد. ويحظى برنامج الزعيم المؤيد لأوروبا بدعم قوي وسط الناخبين الليبراليين والمثقفين في المدن الفرنسية الكبرى، ولكنه أقل شعبية في المناطق الريفية الفقيرة. وهنأت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل الرئيس الفرنسي بفوز حزبه في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، ووصفت النتيجة بأنها «تصويت قوي مؤيد للإصلاحات». وجاء في تغريدة لحساب الحكومة الألمانية في موقع تويتر اليوم: «المستشارة مركل: خالص التهاني لإيمانويل ماكرون على النجاح الهائل الذي حققه حزبه في الجولة الأولى من الانتخابات. تصويت قوي يؤيد الإصلاحات».