بداية أقول إن كل ذلك الهجوم المتتالي، الذي نقرأه كل يوم في بعض صحفنا المحلية، وفي بعض المواقع الإلكترونية على شبكة الأنترنت، على رجال «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، من كتّاب معروفين، لم يعد همهم سوى «مهاجمة الهيئة»، ليس من منطلق قول الحق والبحث عن الحقيقة، بل هؤلاء الكتّاب يريدون أن ينصبوا من أنفسهم محامين عمن اشتبهت هيئة الأمر في أمرهم، فهم بحربهم على رجال الهيئة، كمن يدافعون عن فتاة خرجت مع شاب في ساعة «غواية» من الشيطان ،ضحية لفيلم كرس مفاهيم اللذة الجنسية لديها من خلال المعالجة الدرامية التي تقوم في المسلسلات والأفلام على جانب «الإغراء والتعري والميوعة»، أو عن شاب لا يرى في بنات الناس في الأسواق والطرقات إلا «صيداً ثميناً» يستسهل اصطيادهن من وسط المجمعات والمراكز التجارية، وكأنه وسط ملهى ليلي كبير، ولو «فكر أحد الذئاب البشرية» في ما يقوم به من معاكسات لبنات الناس، لو كانت أخته أو ابنته أو قريبة له، من تضايق وتعاكس في كل مكان تذهب إليه، لما رضي لها ما يقوم به هو، تجاه بنات الناس. أعود لهؤلاء الكتاب أصحاب الاسطوانة المعتادة وهي «شنشنة نعرفها من أخزم»، الذين لا هم لهم سوى مهاجمة «الهيئة»، بسبب ومن دون سبب، في كثير من مقالاتهم، لأقول: إنهم ليسوا إلا ناقمين على جهود الهيئة، ليس أكثر، فهم يريدون من هذا الجهاز الأمني، الحارس على الفضيلة، المحارب لكل مظاهر الفساد، أن يدع أهل الفساد «يأخذون» راحتهم في ممارسة فسادهم في المجتمع... لماذا؟ لأنه بحسب رأي هؤلاء الكتّاب أن تدخل رجال الهيئة في «وأد» المفسدين، وكشف شرورهم، وبتره من جذوره، هو «تعدٍ» على حريات الناس! منتهى الغرابة، أليس كذلك؟ بينما من هو غرقان في أوحال الرذيلة، ويهيئ للفساد، لا يحركون أقلامهم في مواجهته، كما هم يفعلون مع رجال الهيئة حماة الفضيلة، الذين هم مكلفون بوظيفة مهمتها «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، لهذا فهم يغضون الطرف عن قول الله تعالى (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، وعن قول المصطفى محمد بن عبدالله «صلى الله عليه وسلم»، الذي رواه أبو سعيد الخدري «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»، أخرجه مسلم، ويفتحون أعينهم بل «يجحظونها» على قول «الحر حر وإن مسه الضر» حتى وإن كانت حريته أن يدعو إلى المنكر. تخيلوا لو تركت الحرية لكل من يريد أن يفتح ملهى ليلياً، أو يفتتح مركزاً رياضياً للنساء، أو يدعو إلى التمرد على تقاليد المجتمع وثوابت الدين، بدعاوى الحرية، كيف ستكون حال مجتمعنا؛ إذا لم يؤخذ على أيدي من يريد التغريب، وإن جر خلفه الكوارث الأخلاقية فليس مهماً، أيعقل هذا يا جماعة؟!! لهذا دعوا - يا كتابنا الأعزاء - رجال الهيئة «حماة» الفضيلة، «محاربو» الرذيلة، يقومون بواجبهم الديني والوطني، فالوطن بهم بخير، والمجتمع في وجودهم يشعر بالطمأنينة، مادام هذا الجهاز يلقى سند ولاة أمرنا، الذي نسأله أن يديم على وطننا الأمن والخير والستر، وأن يعيد إلينا خادم الحرمين الشريفين سالماً معافى، قولوا أمين. محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط [email protected]