ليس هناك مدرب في العالم مهما علا شأنه يقبل بتدريب المنتخب السعودي لكرة القدم، الذي يخوض غمار نهائيات كأس أمم آسيا المقامة حالياً في دوحة قطر، لكن المدرب الوطني ناصر الجوهر لم يرفض الدعوة، بل رأى أنه كان سعيداً بتكليفه بهذه المهمة، بعد أن تم إلغاء عقد المدرب البرتغالي خوسيه بيسيرو، عقب إشرافه على تدريب المنتخب في مباراة واحدة أمام سورية خسرها، وكأن التاريخ يعيد نفسه عندما ألغي عقد التشيخي ماتشالا، بعد مباراته الأولى أمام اليابان، وتم تكليف الجوهر بديلاً عنه، واستطاع أن يصل بالأخضر إلى النهائي، وهنا قد لا تتكرر تلك اللحظات، فما زال المنتخب يعاني من عيوب فنية من الصعب على الجوهر علاجها في غضون وقت قصير، وربما يكرر الجوهر أكبر من إنجازه في عام 2000 في لبنان، من يدري؟ الجوهر سيظل كفاءة وطنية شاء من شاء وأبى من أبى، ولا يمكن أن ينكر أحد إنجازات هذا المواطن السعودي المتعددة في الكثير من المناسبات، وهو الأقدر على قيادة المنتخب السعودي من غيره من المدربين، وبالأمس غضب الجوهر من الإعلام، وذكّرهم بالمواقف المجحفة معه كمواطن سعودي، وذكّرهم بحال التجاهل الغريبة منهم كإعلام غير مسؤول تجاهه، وكأنه يرمي إلى أمور كثيرة، فقال لهم إنهم لا يذكرون إلا إنجاز دورة الخليج، وهنا يقفون ويلزمون الصمت، وهو يريد منهم حقه الأدبي والمعنوي كإعلام منصف يقدر الكفاءات الوطنية، ويا ليتهم يلذون بالصمت، لكنهم أحياناً كثيرة يتجنون على الجوهر، وهناك من يحاول أن يحط من عزيمته، وأن يثنيه عن تقديم الإنجازات الوطنية، أما لماذا يفعلون ذلك؟ فالسبب معروف، تاريخه القديم الجميل، ارجع لتاريخك اعد الذاكرة للوراء، وتذكر أي شعار كنت ترتدي أيها الكوتش الكبير. هم الآن مجبرون على التزام الصمت، لكنهم سيكشرون عن أنيابهم في أول فرصة، لكن ربما تفوت عليهم هذه الفرصة بتدبير العزيز الحكيم، فكلنا نتوق الى كل إنجاز وطني يملأ السمع والبصر، خصوصاً عندما يكون انجازاً وطنياً صرفاً، فالمنتخب الذي يدافع عن ألوان الوطن يجب ان يلتزم باللون الوطني، ويجب علينا ان نتوحد، فكل من يمثل هذا الوطن هم أبناؤه لا تهمنا شعارات الأندية التي مع الأسف الشديد بدأت تحط من عزيمتنا وتخلط الأوراق بيننا، والمنتخب جله من الاتحاد والهلال والشباب والأهلي، ومساكين البقية ليس لديهم لاعب يستحق ان يكون في المنتخب، هذه ليست لغة الشارع الرياضي، هي لغة إعلام وكتاب قدر لهم ان يتباهوا بأنديتهم المفضلة ونجومهم، والى هذا الحد فقدنا الكثير من مقومات التفوق، لدينا مع الأسف من لا يتمنى ان يفوز المنتخب، هذا موجود والسبب بعض الدخلاء على إعلامنا الرياضي، والذي يجب من الآن تصفيته عندما يحضر الوطن، فالجوهر الآن على رأس المنتخب السعودي باختيار القيادة الرياضية، لكن علينا انتظار لغة المتربصين كما فعلوها ألف مرة مع هذا المواطن المتفوق، ان نجح وهذا المتوقع والمأمول سيعزفون على حاجة المنتخب لمدرب عالمي، وان خسر وهذا ما لا نرجوه فلديهم الكثير لتقليل من مؤهلاته. بقي ان نشير الى أهمية وجود مدرب وطني للمناسبات الكروية كافة المقبلة، سواء كان الجوهر او غيره من الكفاءات الوطنية، وقد تعلمنا ذلك كثيراً من مناسبات عدة، وكان الإنجاز الأبرز فوز الزياني بكأس آسيا، والتأهل الى الأولمبياد في لوس انجليس، والوصول الى مناسبات كروية عدة بكفاءات وطنية، علينا إعادة التفكير كثيراً في ان فرصة المدرب الوطني حانت منذ الآن. [email protected]