أجمع وزراء السياحة التركي ارتوغرول غوناي والسوري سعدالله آغا القلعة والأردني زيد جميل القسوس واللبناني فادي عبود، في اجتماع استضافته بيروت في إطار مجلس رفيع المستوى للتعاون الاستراتيجي، على تحقيق تنمية سياحية حقيقية بين الدول الأربع. واستهل عبود الاجتماع، مشيراً إلى الروابط «التاريخية العريقة والعلاقات السياسية المميزة والمصالح الاقتصادية الواسعة التي تربط الدول الأربع». وأوضح أن الاجتماع هو «امتداد لهذه الروابط في إطار تنفيذ أهداف وتحقيق تنمية سياحية حقيقية، لخدمة مصالح شعوبنا ودولنا، وتنفيذاً للبيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية الدول الأربع في اجتماعهم في حزيران (يونيو) عام 2010 في اسطنبول». وأكد أن الاجتماع «سيتيح لنا فرصة عرض سبل التعاون الممكنة للوصول الى توصيات فاعلة، ترمي الى تحقيق الاهداف المشتركة لتنمية السياحة، كما الحفاظ على بيئة عمل للتعاون والتنسيق والمشاركة بين الدول الأربع». واعتبر عبود، أن السياحة «كانت ولا تزال أداة لتطور اقتصادات الدول وبنائها، فضلاً عن كونها ركيزة أساسية للتنمية الوطنية»، ما يستدعي «وضع استراتيجيات مشتركة تعزز استفادة دولنا من حركة السياحة الدولية، واستقطاب الوفود السياحية والترويج المشترك للإقليم السياحي المشترك، وصولاً الى مقصد سياحي موحد، وتبادل الخبرات، وتعزيز الاستثمارات». وأكد أن التكامل «سيُترجم عبر مشاريع مشتركة». وأكد آغا القلعة، أهمية الاجتماع الذي «يُعقد بعد اختيار اربعة قطاعات رئيسة تجسد العمل في اطار مجلس رفيع المستوى للتعاون الاستراتيجي بين الدول الأربع، وهي السياحة والتجارة والطاقة والنقل». واعتبر أن ذلك «يدل على مدى اهتمام الحكومات بالقطاع السياحي الذي اختير ليكون احد القطاعات الرئيسة التي ستجسد هذا التعاون في الفترة الأولى». وأكد الإنفتاح على «كل من يريد المشاركة معنا في هذا العمل في المستقبل، خصوصاً اننا نمثل في هذا الاطار السياحي اكثر من 110 ملايين شخص معنيين بما نقوم به، سواء على مستوى الحركة السياحية بين البلدان الاربعة أو على صعيد جذب أعداد كبيرة من السياح، ونسعى الى تحقيق متطلبات كثيرة منها ما سنقوم به كوزراء سياحة، ومنها ما يستلزم وضعه في تصرف وزراء آخرين ضمن التعاون المشترك بين الجميع». وأعلن القسوس إطلاق احدى اهم مبادرات التطوير الاقتصادي المشترك بين دولنا الاربع». ورأى أن بلادنا «تملك فرصة ذهبية للاستثمار في اكبر صناعة عالمية». وأوضح أن اجتماعنا «يهدف إلى وضع اطار عمل لتحقيق النمو السياحي في وجهاتنا معاً». وأكد ضرورة ان «تكون لدينا خطة واضحة متفق عليها مسبقاً»، وعرض محاورها المتمثلة في «الاستثمار في ميزات تنافسية مشتركة تثري التجربة السياحية، وتسهيل الاستثمارات وجذبها، وتحسين الجودة وتحقيق الانسجام في المعايير، والترويج المشترك». وأكد غوناي، أن السياحة «ترتبط في شكل مباشر مع تحقيق السلام والتواصل المباشر مع الشعوب الأخرى». وأشار مستنداً إلى منظمة السياحة العالمية، إلى أن «تركيا استقطبت 25 مليون سائح والأردن 4 ملايين وسورية 6 ملايين ولبنان مليونين خلال عام 2009». واعتبر أن هذه الأرقام «لا تزال صغيرة، إذا أخذنا في الاعتبار القدرات السياحية الموجودة في هذه الدول»، مشدداً على «مضاعفتها عبر التعاون وتطوير العلاقة بين دولنا». وأعلن استعداد تركيا ل «التعاون المشترك مع الدول الثلاث الاخرى وفي المجال الاستثماري والتأهيل والتعليم والتدريب من اجل استفادة القطاع السياحي والقطاعات الأخرى». ولفت إلى أن تركيا «تضع مؤهلاتها السياحية في تصرف هذه الدول خصوصاً أن من بين افضل 100 فندق في العالم، يوجد 20 فندقاً في تركيا كما لدينا مليون سرير فندقي والكمّ السياحي الذي يأتي الى تركيا هو نصف الاستيعاب التركي».