واشنطن - أ ف ب - يتعرض دماغ الإنسان خلال المراهقة لتغيرات كبيرة بحيث تختفي المخاوف التي كان طورها خلال طفولته، ما يفسر سلوكيات المراهقين التي تأتي متهورة أحياناً بحسب دراسة أميركية. ودرس باحثون ردود فعل فئران مراهقة في مواجهة مخاوف أثيرت من خلال صدمات تلقتها خلال مرحلة الطفولة (صدمات كهربائية مترافقة مع ضجيج)، فتبين أن الفئران المراهقة التي تعرضت لأوضاع تخلف لديها الخوف، لم تأتِ ردود فعلها ظاهرة كالفئران الأصغر أو تلك الأكبر سناً ولم تتوقف بالتالي عن الحركة بسرعة. وبينت الفحوص التي طاولت النشاط الدماغي للفئران المراهقة أن المنطقتين المعنيتين عادة بإدراك الخوف سجلتا نشاطاً منخفضاً، وهما منطقة أميغدالا أو منطقة اللوزات العصبية والحصين. ولا يعود الأمر إلى واقع أن هذه الفئران المراهقة لم تتعلم كيفية الخوف من هذه الصدمات، بل إلى واقع أن دماغها لا يرسل الإشارات نفسها كما كانت الحال بالنسبة إلى الأصغر أو الأكبر سناً. والدراسة التي أعدها باحثون من جامعتي كورنل وبراون ومن كلية الطب في جامعة نيويورك، تؤكد أنه «على رغم أن ذكريات المخاوف الظرفية لا تظهر في بداية المراهقة إلا أنها تتضح مجدداً عندما تكون الفئران قد تجاوزت هذه المرحلة العمرية». ويلفت الخبراء إلى أن عدم الخوف لدى المراهقين من البشر يأتي مفيداً في مرحلة يستكشف فيها هؤلاء الشباب حدود استقلاليتهم. فهم كانوا سيعجزون عن القيام به إذا ما كان خوفهم يعوقهم.