طالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال استقباله وزيرة دفاع فرنسا سيلفي جولار في القاهرة أمس، المجتمع الدولي ب «التكاتف للتصدي لآفة الإرهاب واتخاذ مواقف صارمة ضد الدول التي يثبت دعمها الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح أو تلك التي تؤوي العناصر الإرهابية وتوفر ملاذاً آمناً لهم». وأعرب السيسي خلال لقائه وزيرة الدفاع الفرنسية عن تطلع بلاده إلى تعزيز التعاون والشراكة القائمة مع الإدارة الفرنسية الجديدة بقيادة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون. وأكد السيسي، خلال اللقاء الذي حضره قائد الجيش المصري صدقي صبحي، الحرص على تعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين في ضوء أهمية العلاقات الاستراتيجية التي تربط بينهما، والتي كان التعاون العسكري أحد المحاور الرئيسية لتفعيلها. ونقل بيان رئاسي مصري عن الوزيرة الفرنسية أن زيارتها مصر تأتي تنفيذاً للاتفاق الذي تم بين السيسي وماكرون في اتصالهما الهاتفي الشهر الماضي، وأعربت مجدداً عن تعازيها في ضحايا حادث المنيا الإرهابي. وأكدت أن مصر تعد أحد أهم شركاء فرنسا في منطقة الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أن بلادها تدعم دور مصر المحوري بالمنطقة باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار. كما ثمنت الوزيرة الفرنسية ما شهده التعاون العسكري بين البلدين من نقلة نوعية خلال الفترة الماضية، مؤكدةً حرص فرنسا على مواصلة تعزيز التعاون في هذا المجال بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين. وذكر الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء تناول عدد من الموضوعات المتعلقة بالتعاون العسكري والأمني بين البلدين، حيث تم الاتفاق على الاستمرار في تطوير وتعزيز التعاون القائم على هذا الصعيد. كما شهد اللقاء التباحث بشأن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمها خطر الإرهاب، حيث أكد السيسي أن الإرهاب لا تقف تداعياته عند حدود منطقة الشرق الأوسط بل أصبحت تمتد لمختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى ضرورة تكاتف المجتمع الدولي للتصدي لتلك الآفة واتخاذ مواقف صارمة ضد الدول التي يثبت دعمها للجماعات الإرهابية بالمال والسلاح أو تلك التي تؤوي العناصر الإرهابية وتوفر ملاذاً آمناً لهم. وأوضح الرئيس المصري ضرورة تبني استراتيجية شاملة لمواجهة تلك الظاهرة تضمن التعامل معها من جميع الجوانب، منوهاً في هذا الصدد بالدور المهم الذي يقوم به الأزهر الشريف في مواجهة الفكر المتطرف ونشر التعاليم الصحيحة والسمحة للدين الإسلامي ونشر الفكر المعتدل. وأشادت الوزيرة الفرنسية بدور الأزهر الشريف في مكافحة الفكر المتطرف، مشيرة إلى ما تتمتع به مصر من ثقل على المستوى الدولي يعطيها قوة في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف. وأضاف الناطق الرئاسي أن اللقاء شهد كذلك استعراض التطورات الخاصة بعدد من الأزمات التي تمر بها في المنطقة، وفي مقدمها ليبيا وسورية، حيث أكد الرئيس المصري أهمية تضافر الجهود الدولية للتوصل إلى حلول سياسية لهذه الأزمات بما يحافظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها ويصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها. وتم الاتفاق على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين البلدين إزاء الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وكان وزيرا الدفاع المصري والفرنسية عقدا اجتماعاً في القاهرة أمس بحثا فيه عدداً من الملفات التي تمس المنطقة، وسبل تعزيز أوجه التعاون العسكري، في ضوء علاقات التعاون والشراكة التي تجمع البلدين، وكذلك فتح آفاقٍ جديدةٍ في مختلف المجالات، لتوحيد وجهات النظر حول القضايا الراهنة وعلى رأسها مجابهة الإرهاب. وأكد صبحي أن مصر تعتز بعلاقاتها الراسخة مع فرنسا ولاسيما في المجال العسكري، مشيراً إلى انعكاس تلك العلاقات بشكل إيجابي على المنطقة بما تشهدها من تحديات، فيما أشادت جولار بجهود مصر وقواتها المسلحة في محاربة الإرهاب والتطرف، ودورها الداعم للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي. ويبدأ السيسي مطلع الأسبوع المقبل زيارة رسمية إلى ألمانيا يبحث خلالها في تعزيز التعاون بين البلدين في الملفين الأمني والاقتصادي. وسيعقد السيسي خلال زيارته برلين التي تستمر ثلاثة أيام، اجتماعات مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، وكبار المسؤولين السياسيين، كما سيجتمع مع المسؤولين عن الملف الاقتصادي ورجال أعمال. وأبلغ مصدر مصري مطلع «الحياة» أن الزيارة الثانية للسيسي إلى برلين ستركز على تعزيز التعاون المتصاعد بين البلدين، لاسيما في ملفي الاقتصاد والتبادل التجاري، ومكافحة الإرهاب والهجرة واللاجئين.