اختتم وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان زيارته إلى القاهرة أمس، بعدما التقى كبار المسؤولين المصريين وبحث معهم «مكافحة الإرهاب» في المنطقة والتعاون العسكري بين البلدين. واستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لودريان أمس في قصر الاتحادية الرئاسي، بحضور نظيره المصري صدقي صبحي، وتناولت المحادثات، وفقاً لبيان رئاسي مصري، «الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، حيث توافقت رؤى الجانبين على أهمية التصدي لتلك الظاهرة بشكلٍ حاسم ومواجهة كل الجماعات الإرهابية من دون تمييز، مع العمل على استعادة الدول التي تعاني ويلات الإرهاب في المنطقة لأمنها واستقرارها، والحفاظ على سلامتها الإقليمية ووحدة شعوبها» ودعا البيان إلى «التوصل إلى حلول سياسية للمشكلات التي تعانيها هذه الدول، أخذاً في الاعتبار أن خطر الإرهاب لا يعرف الحدود وبات يهدد الدول كافة، لا سيما في ضوء ظاهرة المقاتلين الأجانب الذين ينخرطون في الصراعات الدائرة في بعض دول المنطقة وما سيمثلونه من خطر حال عودتهم إلى دولهم الأصلية». وأكد الرئيس المصري أهمية تسوية القضية الفلسطينية وإقرار السلام في الشرق الأوسط للقضاء على إحدى أهم الذرائع التي يبرر بها الإرهابيون أفعالهم ويستقطبون من خلالها بعض العناصر. ورحب السيسي في البيان بمشاركة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في تدشين القناة الجديدة، معتبراً أن تلك المشاركة «تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وتدلل على أن تلك العلاقات ستشهد تطوراً وتعاوناً وثيقاً بما يصب في صالح تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين». ورأى لودريان أن مرور الفرقاطة الفرنسية «فريم»، التي حصلت عليها مصر أخيراً، في القناة الجديدة كأول قطعة بحرية «يُعد لفتة رمزية تعكس اهتمام مصر بعلاقاتها مع فرنسا وتقديرها لها»، مشيداً بالزمن القياسي الذي تم خلاله إنجاز مشروع حفر قناة السويس الجديدة خلال عامٍ واحدٍ». وعبر السيسي عن تقديره لدور فرنسا واستجابتها السريعة للعديد من المتطلبات المصرية في الآونة الأخيرة، ومؤكداً أن مصر لن تنسى لفرنسا وشعبها الصديق تلك المواقف التي تعكس عمق علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين. ولفت إلى أن مصر ستشهد في المرحلة المقبلة الإعلان عن تدشين وتنفيذ مشاريع تنموية أخرى بعد الانتهاء من مشروع قناة السويس الجديدة، مؤكداً أن مصر تولي أهمية قصوى لسرعة إنجاز المشاريع التنموية لتعويض الشعب المصري عما فاته ولتحقيق التنمية الشاملة المنشودة. وأضاف أن مشروع القناة الجديدة سيساهم في عملية التنمية بمنطقة قناة السويس حيث يوجد العديد من الإمكانات والفرص المتاحة شرق القناة، وكذلك على سواحل المتوسط، لإقامة مشاريع تنموية وتحقيق نهضة صناعية وتقديم الخدمات اللوجيستية لمختلف دول العالم. وكان لودريان اجتمع صباح أمس مع رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب، الذي أشاد خلال اللقاء بالعلاقات الاستراتيجية المتطورة بين مصر وفرنسا، معتبراً أن التعاون العسكري المتنامي يعد أحد مظاهر هذا التطور الكبير في العلاقات الثنائية، مؤكداً مواصلة التنسيق بين البلدين في شأن القضايا المتصلة بمكافحة الإرهاب ومواجهة تصاعد التيارات الأصولية المتطرفة، محذراً من «أننا جميعاً نتعرض لتهديدات الإرهاب». ونوه محلب بدور الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في نشر أفكار الإسلام المعتدل وتجديد الخطاب الديني ومكافحة التطرف والتصدي لما تطلقه التنظيمات الجهادية المتطرفة من فتاوى وأفكار مغلوطة تحرض على العنف. كما عقدت جلسة محادثات بين وزيري الدفاع المصري والفرنسي «تناولت علاقات الشراكة العسكرية المصرية الفرنسية وما تشهده من تقارب في هذه المرحلة»، وفقاً لبيان عسكري أشار إلى تطلع الجانبين إلى زيادة أوجه التعاون العسكري في مجالات التدريب وتبادل الخبرات بين الدولتين وبما له من انعكاسات على دعم جهود حفظ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. كما ناقش الوزيران المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وجهود مكافحة الإرهاب.