تنامت ظاهرة البازارات النسائية في محافظة حفر الباطن حتى أضحت ظاهرة. إذ امتلأت التجمعات النسائية والأسواق بدعوات لمعارض نسائية صغيرة بمسمى بازارات. تعرض سيدات منتجاتهن فيها، التي تشمل مستلزمات منزلية وملابس وأطعمة مصنّعة منزلياً. ويجتمعن تحت سقف موقع تحدده مُنظِّمةُ البازار ويُعلن عنه بين أوساط النساء. ويتعين على التاجرات دفع مبلغ يراوح بين 150 و 300 ريال، لحجز الطاولة يوماً واحداً، بينما تدفع زائرات البازار تذاكر دخول تبلغ قيمتها خمسة ريالات. ويختلف المكان بحسب منظمات البازار، فبعضهن تختار استراحة مناسبات وأخريات يملن إلى قاعات الأفراح. ويستمر البازار يوماً أو يومين بواقع ست ساعات في الفترة المسائية وتشترط البازارات «اللبس المحتشم ومنع إحضار الموبايلات المزودة بالكاميرات». وعلى رغم بساطة الفكرة إلا أن تنظيمها لا يخلو من صعوبات ومعوقات. وقالت فاطمة الحربي، منظمة «بازار أشياء bravo» «حصلت على دبلوم في التجميل إلا أن الأبواب أُغلقت في وجهي، فبحثت عن عمل يدر دخلاً لأرعى أطفالي الأربعة لأنني أرملة ولا يوجد لدي عمل وحضرت بازارات عدة في حفر الباطن ومدن أخرى ووجدت أن ما يقام هنا يفتقد التنظيم والمواقع المناسبة، كما لمست معاناة بعض التاجرات من ضعف الخدمة المقدمة». وقررت الحربي اقتحام هذا المجال وبدأت بالبحث عن تاجرات وعرضت عليهن فكرتها ورؤيتها للبازارات. وذكرت أنهن «تفاعلن معي فقمت بحجز قاعة وتجهيزها بركن لكل تاجرة، ثم طبعت ملصقات وبروشورات دعائية ووزعتها في الأسواق الكبرى، كما قمت بعمل دعاية في مواقع التواصل الاجتماعي». وأضافت فاطمة «التجهيز للبازار الواحد مرهق مادياً وجسدياً، إذ أقضي أكثر من أسبوعين في إعداد البازار الواحد بجهود ذاتية سواءً في اختيار مكان مناسب أم التنسيق مع التاجرات وإقامة بعض الفعاليات البسيطة للترويح عن الحضور». وعن أعداد التاجرات المشاركات في كل بازار، قالت: «إن الأعداد تختلف بحسب موقع البازار، لكنها تراوح بين 15 و50 ركناً، لكن العدد المثالي 30 لإعطاء فرصة ومجال للتاجرات لبيع بضاعتهن وتشكل الفتيات السعوديات نحو 60 في المئة من التاجرات، بينما 85 في المئة من المنظمات سعوديات». وعن طموحاتهن ذكرت الحربي «نطمح أن نحصل على مقر دائم كصالة معارض نقوم بتنظيم البازارات من دون دفع مبالغ طائلة، إضافة إلى رعاية إعلامية لائقة واحتواء سيدات الأعمال. فمن في البازارات من منظمات وتاجرات غالبيتهن عاطلات ويبحثن عن فرصة عمل شريفة تحقق لهن دخلاً يستطعن من خلاله تنمية تجارتهن».