تزدهر بشكل ملحوظ ظاهرة الأسواق الخيرية النسائية المصغرة في شهر رمضان المبارك، في الوقت الذي تعول فيه عدد من الجمعيات الخيرية النسائية بشكل كبير على هذه الأسواق حيث تعمل على تمويل برامجها التنموية والاجتماعية داخل الجمعية والتي تعتبرها المورد الرئيسي لها، وتمتد هذه الأسواق طوال شهر رمضان وأن كانت تقل إلى حد كبير في العشر الأواخر نتيجة لتفرغ النساء للعبادة. وتستقبل بعض سيدات المجتمع مجموعة من الأسواق الخيرية في حدائق أو سراديب منازلهن كتبرع منهن لمصلحة جهة خيرية يرعينها في العادة، في حين تُقام الأسواق الأخرى في صالات الاحتفالات الخاصة. ونوعية البضائع داخل هذه الأسواق المصغرة تتنوع فمن بيع الأزياء والملابس التراثية إلى بيع المجوهرات والفضيات والأواني المنزلية وأعمال يدوية تنفذها سيدات خصيصاً لعرضها في السوق الخيرية ومنتجات أخرى تستوردها سيدات بما يتناسب وطبيعة العمل، إضافة طبعا إلى أطباق متنوعة من الأكلات الشعبية المميزة في رمضان. وأكدت مسؤولات عن أقامة تلك البازارات والأسواق المصغرة في عدد من الجهات على أن السيدات تعودن على أقامة مثل تلك البازارات في رمضان الذي يشهد أخراج الكثيرين للصدقات وتخصيص جلها للجمعيات الخيرية طوال الشهر. السعر حسب المساحة وعن الأسعار تقول نانسي حكمت مسؤلة عن تأجير المساحات لبازار رمضان في قاعة نيارة الذي يبدأ من 6وحتى 10من رمضان أن الأسعار تتحدد حسب المواقع وتتراوح من 900وقد تصل إلى 1200حسب الأمتار المحجوزة، وعن المشاركين تقول حكمت بأن الجهات المشاركة كثيرة ومعروفة من الشركات في السوق السعودي إلى جانب عدد كبير من المصممات السعوديات مبينة أن إدارة نيارة تحرص على وضع الديكورات والتصاميم الخاصة للجهات المشاركة وذلك حرصا منها على الاحتفاظ بمستواها في البازارات، كما أوضحت بأن الريع من السوق الخيري سيقسم هذا العام على جمعية الأطفال المعوقين والمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام. وقالت ريم عبدا لله المسئولة عن البازار المقام في مركز فانتيل بأن الإقبال على المشاركة كبير جدا من قبل سيدات الأعمال إلى حد لا يستوعبه المكان والحجوزات قد امتلأت قبل قدوم شهر رمضان، وعن أسعار المساحات في فانتيل تقول بأن السعر يحدده المساحة حيث تبدأ من 1500لريال لليوم الواحد وتقل تدريجيا مع عدد الأيام المحجوزة متضمنة تكلفة المساحة والطاولات والمفارش والضيافة والمانيكان للعرض والدعاية بعدد 1000رسالة عبر sms وأوضحت بان السعر مناسب جدا مقابل كل تلك الخدمات، وتؤكد السيدة ابتسام المعجل التي تحرص على إقامة بازار سنوي في القبو الخاص بمنزلها أن هذه الأسواق بدأت في الظهور بشكل مكثف منذ بضعة أعوام وتشارك فيها سيدات سعوديات تعملن في هذا المجال على مدار السنة. وتضيف: "أن المجتمع النسائي يجد في مثل هذه اللقاءات فرصة للتسوق بعيداً عن ازدحام الأسواق". تشاركنا السيدة فاتن الحمود قائلة: أفضل الذهاب إلى البازارات أو الأسواق المصغرة وحينما أسمع عن إقامة بازار في مكان ما أتجه إليه بنية الشراء وذلك لأني أجد فيها أفكارا غريبة وجديدة في بعض أنواع البضائع ولكن ما يضايقني فعلا هو غلاء الأسعار، ومع ذلك لا أخرج منه بدون أن أشتري شيئا حتى ولو كان بسيطا. وتقول السيدة حصة العمران حضرت عدة بازارات ولم تعجبني فكرة البازار لأن فيها استغلال بحيث تكون جودة البضاعة أقل من سعرها المعروض أو تكون مصنعة محليا ويزعمون أنها مستوردة ومكلفه هذا عدا أنها تسبب الزحام والفوضى و نتمنى من وزارة التجارة أن تضع شروط وقواعد للبازارات وإعادة النظر فيه. السيدة أم نواف ربة منزل تقول عن رأيها في البازارات بعض المشاركات يقمن على أعمالهن بأنفسهن مثل تصميم وتفصيل الملابس أو عمل الإكسسوارات الخفيفة، والشيء الملفت حقا هو أننا حين تعجبنا قطعة ربما تكون عاديه ونسأل عن قيمتها نفاجأ بسعرها المرتفع بشكل غير معقول ومبالغ فيه، مما أصبح يعتبر سمة أساسية في البازارات تعرفها كل متسوقة تحرص على ضبط نفقاتها و مقارنة الأسعار للحصول على الأفضل، ما يجعلنا نتساءل لماذا كل هذا الغلاء وعلى أي أساس بنيت هذه الأسعار أم وضعت بشكل عشوائي. السيدة حياة القحطاني تقول : أقوم بتصميم الملابس بنفسي وتفصيلها وبيعها جاهزة وذلك يأخذ مني الكثير فاحسب الكلفة وأزيد عليها قيمة الإيجار فإذا كان الموقع إيجاره مرتفعاً فإنني أزيد من ثمن القطعة وإذا كان إيجاره منخفضاً فلا أحاول أن أزيد أبدا، وعموما زبائني أكثرهم من البنات الشابات ولا يناقشن في سعر القطعة ولا يفاصلن وهذا يعتمد على مكان إقامة البازار.