باريس، بروكسيل - رويترز - يزور واشنطن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يواصل حملته لتعزيز استقرار أسعار الغذاء والعملات، حيث سيطلب دعم الرئيس باراك أوباما أهداف فرنسا كرئيسة لمجموعة العشرين. وتوفر أسعار الغذاء المرتفعة وأعمال الشغب في أماكن مثل الجزائر، حجة لساركوزي للحضّ على زيادة التنسيق بين حكومات مجموعة العشرين لمكافحة التقلبات الشديدة في أسعار السلع الأولية الحيوية وأسعار الصرف أمام الدولار المهيمن. ويسعى أيضاً الى استغلال رئاسته مجموعة العشرين هذا العام لبدء - إن لم يكن إتمام- إصلاحات للنظام النقدي، في وقت يميل فيه الكثير من البلدان إلى ترك عملاته تتراجع لتعزيز الصادرات والنمو بعد أسوأ ركود منذ الحرب العالمية الثانية حتى لو كان ذلك على حساب بلدان أخرى. وتدعو باريس أيضاً إلى جهود دولية لإضفاء مزيد من الشفافية في التعاملات والتسعير في أسواق السلع الأولية ولتنظيم تعاملات عقود المشتقات للسلع الأولية في شكل أكثر صرامة، وفقاً للقواعد المستهدفة لمشتقات استثمارات أخرى بعد أزمة الأسواق المالية التي بدأت في 2007. وقال مستشار لساركوزي خلال حديثه قبل اجتماع واشنطن: «وفقاً لرؤيتنا فإن زيادة التعددية هو أفضل حل لانعدام الاستقرار المتنامي في العالم». وأضاف: «نريد أن نطرح هذا الفكر مع الأميركيين ونرى إن كانوا مستعدين للانضمام إلينا في هذا النهج، وهو ما سيمكننا في ما بعد من تقديم مقترحات أكثر تفصيلاً». وأشارت كوريا الجنوبية -التي سلمت في الآونة الأخيرة رئاسة مجموعة العشرين إلى فرنسا - الجمعة الماضي، إن اجتماعات على مستوى الخبراء بدأت في شأن ارتفاع أسعار الغذاء الذي جدد المخاوف من تكرار أزمة عام 2008. ومن الأفكار الواقعية التي طرحت لمحادثات مجموعة العشرين إلزام المستثمرين في السلع الأولية بالتداول من خلال بورصات بدلاً من تعاملات خارج المقصورة الأقل شفافية إضافة إلى تعزيز تبادل البيانات وتوقعات المحاصيل. ويرغب الرئيس الفرنسي الذي أدى دوراً رئيساً في تنسيق تحرك أوروبي في المراحل الأولى من الأزمة المالية، في إحراز تقدم خلال رئاسة مجموعة العشرين في شأن رؤيته أن الوقت قد حان لكي يتخلى العالم عن الاعتماد على الدولار. وقال مستشاره: «بالنسبة إلينا لا يتعلق الأمر بتقليص دور الدولار. نريد أن يواصل لعب دور رئيس لكن قوى الصرف ستتغير لا محالة، وينتج منها مراحل من التوتر المالي الكبير وانعدام الاستقرار». وأضاف: «نريد تشجيع التقدم العالمي لعملات أخرى مثل اليوان». الى ذلك، حذّر محافظو مصارف مركزية، من «خطر تجدد التضخم في الاقتصادات الناشئة السريعة النمو»، وأكدوا أن «ارتفاع أسعار الغذاء عامل مهم». ولاحظ رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه، خلال محادثات يرأسها عن الاقتصاد العالمي في اجتماع ل «بنك التسويات الدولية» في بال، أن «الضغوط التضخمية أضعف في العالم المتقدم، ولو كان أداء الاقتصاد العالمي أفضل من المتوقع». واعتبر أن «الأخطار التضخمية حاضرة كسمة عامة في الاقتصادات الناشئة، وهو أمر لا تراه في الاقتصادات المتقدمة». ورأى أن «الوقت ليس للتراخي، والإرساء القوي لتوقعات التضخم هو أمر مهم لنا جميعاً». وأوضح أن «ارتفاع أسعار الغذاء الذي يؤثر في التضخم الكلي خصوصاً في الاقتصادات الناشئة هو عامل مهم، كما أن أسباب الزيادات الحاصلة مهمة». وكانت وكالة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أعلنت الأسبوع الماضي، أن أسعار الغذاء «سجلت مستوى قياسياً مرتفعاً الشهر الماضي». و نفت المفوضية الأوروبية، أن «يكون الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي في صدد إجراء محادثات حالياً في شأن خطة إنقاذ للبرتغال».