وصل إلى صنعاء أمس الرئيس التركي عبد الله غُل على رأس وفد رفيع المستوى من الوزراء وكبار المسئولين ورجال الأعمال والمستثمرين، في مستهل زيارة رسمية تستغرق أياماً تلبية لدعوة وجهها الرئيس علي عبد الله صالح. ويجري الرئيس التركي محادثات، وصفت بأنها مهمة، مع الرئيس اليمني لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خصوصاً في المجالين الاقتصادي والأمني وفي إطار سعي البلدين لتعزيز الشراكة الاقتصادية ورفع التبادل التجاري بالإضافة إلى التعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة. وقالت مصادر رسمية يمنية إنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على 10 اتفاقات وبرامج تعاون بين البلدين، تشمل المجالات القنصلية وإلغاء التأشيرات بين البلدين، وتبادل تسليم المجرمين والأشخاص المقيمين بصفة غير قانونية، وإدارة المناطق الصناعية، والإعلام، والتعاون بين القطاع الخاص في البلدين، والتعليم العالي، والتعاون الفني والتقني. وكان الرئيس التركي أكد في حوار مع صحيفة «26 سبتمبر» الحكومية في أنقرة عشية زيارته إلى صنعاء بأن بلاده تسعى لبناء قاعدة أساسية في المجال العلمي والجامعي وتدريب الكوادر اليمنية في تركيا. وقال «ليست لدينا أجندات خفية ولا نسعى إلى لعب دور معين في أي دولة أخرى إنما نركز على إصلاح نظامنا الداخلي». وأشار إلى أن اليمن يحتل موقعاً متميزاً على الخريطة الدولية، وله تأثيره في استقرار المنطقة، ووصف زيارته إلى صنعاء بأنها تاريخية، لكونها الأولى لرئيس تركي، «ولهذا نوليها أهمية كبيرة ويرافقنا فيها وفد كبير يضم وزراء وعدداً من المسؤولين والعلماء وأساتذة الجامعات، بالإضافة إلى وفد من رجال الأعمال والمستثمرين الأتراك». وكان الرئيس اليمني زار أنقرة في شباط (فبراير) 2008، وأجرى محادثات مع الرئيس التركي ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وينعقد في صنعاء اليوم منتدى رجال الأعمال اليمني - التركي بمشاركة حوالى 200 من رجال الأعمال من اليمن وتركيا. ولمناسبة الزيارة سيتم افتتاح النصب التذكاري التركي في العاصمة صنعاء، الذي شيد على شكل هرمي تخليداً لذكرى الجنود الأتراك الذين فقدوا أرواحهم في اليمن. وكان نصب مشابه بني في صنعاء قبل نحو مئة عام إبان الحكم التركي لليمن، وأنشئ رمزاً لوصول خط التلغراف إلى صنعاء وتعز، لكنه هُدم في عهد المملكة المتوكلية التي خلفت الحكم التركي، وانتهت بقيام ثورة 26 سبتمبر في 1962.