هاجمت «كتلة التغيير» الكردية أمس تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الأخيرة المتعلقة بالخلافات بين الكتل السياسية في الإقليم واعتبرتها «غير متوازنة» ودعته الى عدم الانحياز الى حزبه. واعتبرت «التغيير» في بيان تلاه النائب محمد كياني في مؤتمر صحافي أن «ما طرحه رئيس الإقليم واشتراطه عدم تعيين ولو شرطي واحد إلا بموافقته الشخصية خرقاً واضحاً لحقوق الإنسان ولمبدأ تكافؤ الفرص للجميع»، مشيراً الى إن «هذا الأمر يؤشر وبصورة جلية إلى ممارسات ديكتاتورية طالما رفضها شعبنا في كردستان عموماً». وطالبت الكتلة بارزاني بأن «ينأى بنفسه عن الانحياز الى حزبه وجماعته على حساب بقية المكونات السياسية في كردستان»، معتبرة اتهاماته لبعض القوى السياسية بممارسة الإرهاب الفكري في الإقليم «لا تليق أبداً بمستوى رئيس إقليم يدعي انه واحة للديموقراطية». وأكدت الكتلة في بيانها إنها «تفتخر بأنها خلافاً للأحزاب الحاكمة في كردستان لا تمتلك قوات مسلحة أو أجهرة مخابراتية حزبية قمعية»، مبينة إن «شعبنا يدرك بصورة جلية من يمارس الإرهاب الفكري وأشكاله الأخرى». وتابع البيان إن «أفضل حل للمشاكل العالقة بين قوى الإقليم السياسية هو اتباع أسلوب التفاهم بين السلطة والمعارضة وكل محاولاتنا بهذا الصدد تصطدم بجدار الصمت من طرفها». وكانت كتلة التغيير (8 مقاعد في البرلمان العراقي) التي يرأسها النائب نيشروان مصطفى انسحبت من كتلة التحالف الكردستاني لأسباب تتعلق بعدم تنفيذ بنود وثيقة الإصلاح السياسي الخاصة بالإقليم. ونفى النائب عن «ائتلاف الكتل الكردستانية» محمود عثمان وجود أي بوادر لحلحلة الخلافات بين القوى السياسية الكردية خصوصاً مع «كتلة التغيير». وقال ل «الحياة»: «على رغم مساعي رئيس إقليم كردستان لإعادة التغير الى صفوف الكتلة الكردية إلا أن أي تقارب جديد لم يحصل بل العكس والمهاترات والاتهامات المتبادلة ما زالت مستمرة». وأضاف إن «كتلة التغيير لا يمكن أن تعمل مع الأحزاب الكردية الحاكمة في كردستان (الاتحاد الوطني و الديموقراطي الكردستاني) لأنها شكلت أساساً على أساس معارضة هذه الأحزاب والسلطة ونعتقد أن الأمر سيظل كذلك»، مستبعداً أن يكون سبب الخلاف «التنازع على الحقائب الوزارية» ورأى أن «الأسباب كثيرة وأكبر من موضوع المناصب». وكتلة التغيير المنشقة عن «حزب الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة جلال طالباني كانت خاضت انتخابات إقليم كردستان عام 2009 وفازت ب 25 مقعداً برلمانياً من أصل 111 مقعداً. وكان بارزاني أشرف السبت على اجتماع موسع حضره رئيس برلمان كردستان ونائبه ونائب رئيس حكومة الإقليم ووزراء العدل والداخلية والأوقاف ورئيس اللجنة القانونية في البرلمان ورئيس مجلس القضاء ورئيس اتحاد علماء الدين الإسلامي ورؤساء وممثلو الكتل داخل برلمان كردستان أكد خلاله «وحدة الصف والبيت الكردستاني». وقال: «أحس بأن ثمة شرخاً يحدث عن طريق الإرهاب الفكري، لذا ارتأيت أن نلتقي وأن نجتمع معاً كي نتحدث في شكل شفاف وواضح عن وضعنا الحالي ونستمع الى الآراء والأفكار من الجميع كي نملأ هذا الفراغ بأسرع وقت ممكن ولا نترك المجال لأعداء شعبنا كي يستفيدوا من هذا الوضع». وأضاف: «أنظر الى جميع الأطراف نظرة واحدة، حلفت أمام الله والشعب ووفقاً للقانون أن أمثل الشعب، هل صحيح أن تعتبر جهة لها 25 مقعداً في البرلمان، نفسها ممثلاً للشعب إذا كان ذلك صحيحاً فالمقاعد الأخرى تمثل من؟» في إشارة الى كتلة التغيير.