تمكن الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر أمس، من تحرير منطقة الجفرة التي كان دخلها عبر منطقة ودان يوم الجمعة. وأعلن آمر غرفة عمليات الجيش العميد عبدالسلام الحاسي تحرير كل مناطق الجفرة، بما فيها قاعدتها الجوية من مسلحي «سرايا الدفاع عن بنغازي» الذين انسحبوا منها. ونشر الناطق باسم «اللواء 12 مجحفل» محمد الافيرس شريطاً مصوراً يظهر دخول الجيش إلى مدينة هون، آخر معاقل «سرايا الدفاع» في الجفرة، وتمركز قواته أمام المجمع الإداري فيها. وأفاد شهود بأن الجيش تمكن من التقدم الى الجفرة بعد انتفاضة أهالي مدينتي ودان وسوكنة ضد عصابات المرتزقة من المعارضة التشادية، بينما أفاد آمر وحدة التحري والقبض في جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في الجفرة، محمد الشريف بأن اشتباكات ودان أسفرت عن سقوط 11 قتيلاً و8 جرحى. كذلك، وقعت مواجهات أول من أمس، بين قوات «عملية الكرامة» الموالية لحفتر وقوات «مجلس شورى مجاهدي درنة»، أدت إلى مقتل عنصر وجرح 2 آخرين من قوات الكرامة في محور بوضحاك جنوب مدينة درنة. وذكر مصدر من مجلس الشورى أن قواتهم «صدت الهجوم بعد أكثر من 8 ساعات من المواجهات». على صعيد آخر، علّق الناطق باسم الجيش الوطني العقيد أحمد المسماري أمس، على إعلان رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج إنشاء 7 مناطق عسكرية في ليبيا تتبع له بصفته «القائد الأعلى للجيش». وقال إن قيادة الجيش مستعدة لاستقبال السراج «إذا ما وافق على شروطنا» من دون أن يذكر تلك الشروط، مشيراً إلى أن الأخير «لن يستطيع الموافقة لأن الميليشيات خلفه وعضوي المجلس الرئاسي العماري وكجمان لن يوافقوا». واعتبر المسماري في مؤتمر صحافي عقده في بنغازي مساء أول من أمس، قرار إنشاء 7 مناطق عسكرية في ليبيا «باطلاً قانونياً وأخلاقياً وعسكرياً وغير توافقي، والسراج لا يمتلك أي صفة قانونية أو عسكرية ليصدر قراراً كهذا». وأضاف المسماري: «(رئيس المجلس الرئاسي عبدالرحمن) السويحلي وأمراء الحرب في طرابلس هم وراء هذا القرار، ولهذا القرار أبعاد سياسية كبيرة ونستغرب صمت الجهة السياسية الممثلة في البرلمان». وأضاف أن «موضوع التقسيم خطر جداً اجتماعياً ولا يصب في مصلحة المصالحة ولا الدولة الليبية. نحن نسعى إلى التماسك والترابط». وأكد أن لا أطماع سياسية لدى قيادة الجيش الليبي من خلال السيطرة على الجفرة وإنما هدفها هو القضاء على الجماعات الإرهابية، مشيراً إلى أن المعركة ضد الإرهاب هي معركة دولية وليست محلية فقط. وتطرق المسماري إلى موضوع الضربات الجوية المصرية على درنة، فأكد أنها تمّت بالتنسيق مع السلطات الليبية، مشيراً إلى وجود قياديين للجماعات الإرهابية في درنة يعملون على إنشاء خلايا لضرب الجيش المصري. وكشف المسماري عن «تسجيل وحدات القوات المسلحة خلال الآونة الأخيرة هبوط طائرات عسكرية قادمة من دولة قطر»، لافتاً إلى أن «الشعب الليبي أقوى من المخطط القطري الداعم للإرهاب».