وصف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بعد لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس أمس، اتفاق مكافحة الاحتباس الحراري ب «إرث مشترك للعالم»، معتبراً أنه «سيفيد الأجيال المقبلة». يأتي ذلك بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب بلاده من الاتفاق الذي أبرمته 195 دولة عام 2015، ويُعتبر حيوياً لحماية الأرض من ارتفاع الحرارة بسبب غازات الدفيئة. وقال مودي: «اتفاق باريس هو إرث مشترك للعالم، وسيفيد الأجيال المقبلة أيضاً. ويعكس واجبنا تجاه حماية الأرض ومواردنا الطبيعية، وهذا فعل إيمان. لدينا موارد طبيعية لأن أجيالنا السابقة كانت تحميها. وعلينا أن نفعل الشيء ذاته بالنسبة الى مستقبلنا». وأضاف: «تعلمنا منذ قرون، أن علينا أن نتعلّم التعايش مع الطبيعة، وأن نزدهر معها. لذلك نحن ملتزمون تماماً ب(حماية) البيئة، ونتعهد التزام الاتفاق، ولو لم يكن اتفاق» في شأنه. واعتبر مودي أن «الإنسانية تواجه خطرين ضخمين: المناخ والإرهاب»، وزاد: «كل طفل في فرنسا يدرك تهديد الإرهاب. ناقشنا سبل حماية أنفسنا، ومقاومة التطرف، واستخدام التكنولوجيا لمكافحة الإرهاب». وشكر ماكرون على قبوله دعوته لزيارة نيودلهي، معرباً عن أمله بأن «تمنح القيادة النشطة والرؤيوية والقيادة الشابة في فرنسا، قوة جديدة للاتحاد الأوروبي». وكان ماكرون قال بعد لقائه رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو والرئيس السابق لبلدية نيويورك مايكل بلومبرغ في العاصمة الفرنسية الجمعة: «اتفاق باريس لا يمكن التراجع عنه، وسيُنفذ لأنه مسؤوليتنا». وأضاف أن الصين وروسيا والهند أكدت التزامها الاتفاق. واعتبر بلومبرغ أن «الأميركيين لا يحتاجون (الى الإدارة) في واشنطن لإيفاء التزاماتهم تجاه اتفاق باريس، ولن يدعوا واشنطن تعرقل ذلك». وتابع: «أريد أن يدرك العالم أن الولاياتالمتحدة ستفي التزاماتها الواردة في الاتفاق، وأننا سنسعى الى أن نبقى جزءاً من اتفاق باريس، من خلال شراكة بين مدن وولايات وشركات». في جنيف، نبّه مدير الاستثمارات لدى مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) جيمس زان الى أن قرار ترامب سيؤثر في الاستثمارات الأجنبية المباشرة وقد يؤدي إلى نزاعات. وقال إن للسياسة الأميركية تأثيراً مهماً في النسق العالمي لتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مثل الاندماجات العابرة للحدود بين الشركات، والاستثمار في المشاريع الجديدة في الخارج. وأضاف في إشارة إلى قرار ترامب: «لا يمكننا تحديد حجمه، لكننا نتوقّع تأثيراً مهماً في الاستثمارات الأجنبية المباشرة عالمياً، وفي الولاياتالمتحدة أيضاً». وأشار زان الى أن الأثر الكامل لقرار ترامب ما زال يعتمد على ما إذا كانت دول أخرى ستحذو حذو الولاياتالمتحدة وتقرر الانسحاب من الاتفاق، لافتاً الى أن دولاً كثيرة وضعت سياسات مرتبطة باتفاق باريس. وإذا أجرت دول تغييرات بعد قرار ترامب، فقد تؤثر في الربحية المنظورة للطاقة أو الاستثمارات ذات الصلة بالمناخ. وحذر زان من أن «ذلك قد يسبّب نزاعات بين المستثمرين والدول».