حققت «قوات سورية الديموقراطية» تقدماً مهماً أمس في عملية «غضب الفرات» الهادفة إلى عزل مدينة الرقة، عاصمة تنظيم «داعش» في سورية، فيما بدأت «قوات النخبة السورية» التي تعمل إلى جانب «سورية الديموقراطية» وبتنسيق مباشر مع الأميركيين، هجوماً يستهدف مواقع «داعش» في مقر الفرقة 17 على الأطراف الشمالية لمدينة الرقة. وجاء ذلك فيما وجّهت الولاياتالمتحدة تحذيراً شديد اللهجة إلى مسلحين مدعومين من إيران يحاولون التقدم في البادية السورية نحو الحدود مع العراق. وأورد موقع وكالة «سمارت» الإخبارية أن «قوات سورية الديموقراطية» اقتحمت أمس بلدة المنصورة التي تقع على بعد قرابة 30 كلم غرب مدينة الرقة عقب اشتباكات مع «داعش» دامت يومين. ونقلت الوكالة عن «سورية الديموقراطية» قولها على حسابها «حملة غضب الفرات» في تطبيق «تلغرام»، إن عناصرها دخلوا البلدة الواقعة شرق مدينة الطبقة، من الجهة الجنوبية الغربية، مشيرة إلى مقتل عدد من عناصر «داعش». وتابعت أن الاشتباكات عادت أمس لتندلع بين «داعش» و «قوات سورية الديموقراطية» على مدخل «سد البعث» (الرشيد) على بعد 22 كلم غرب الرقة، من الجهتين الجنوبية والشمالية، بعدما ظهرت مجموعات تابعة ل «داعش» داخل السد في حين شن التنظيم هجمات قرب قرية الحمام القريبة من السد. أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأشار، من جهته، إلى أن شرق مدينة الرقة لا يزال يشهد اشتباكات عنيفة بين «قوات النخبة السورية» المدعمة من التحالف الدولي من جانب، وعناصر «داعش». وأضاف أن الاشتباكات بين الطرفين تتركز في المنطقة الواقعة بين قرية رقة سمرا والمدخل الشرقي لمدينة الرقة «حيث يستميت عناصر التنظيم في القتال» ويشنون «هجمات معاكسة» لصد «قوات النخبة» قبل وصولها إلى المدخل الشرقي للرقة. وترددت معلومات أمس عن بدء «قوات النخبة السورية» هجوماً على مواقع «داعش» في محيط «الفرقة 17» الواقعة إلى الشمال من مدينة الرقة والتي تُعتبر موقعاً عسكرياً محصناً وخط دفاع أساسي عن شمال المدينة. وتتبع «قوات النخبة» رئيس «تيار الغد» أحمد الجربا الذي أوردت شبكة «الدرر الشامية» أنه يسعى إلى تشكيل فصيل عسكري جديد في منطقة البادية السورية، وذلك بالتنسيق مع التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. ونقلت «الدرر» عن الناطق الإعلامي باسم «قوات النخبة السورية» الدكتور محمد شاكر تأكيده أنَّ الاتفاق مع الجانب الأميركي هو على «محاربة الإرهاب في كل سورية»، رافضاً تأكيد المعلومات عن السعي إلى تشكيل «قوات نخبة» في البادية أيضاً. وقال: «إذا كانت المصلحة والضرورة تقتضيان أن تكون قوات النخبة موجودة في البادية، فسننظر بالأمر بكل جديّة»، مؤكداً أن «قوات النخبة السورية فصيل مستقل يعمل في إطار التحالف الدولي». ولفتت «الدرر» إلى أن «قوات النخبة» التي تأسست مطلع عام 2016 ويدعمها التحالف الدولي بالسلاح وبغارات جوية، تقاتل على جبهات عدة في محيط مدينة الرقة. ونقلت عن الناطق باسمها أنها تعمل «بالتعاون والتنسيق مع قوات سورية الديموقراطية، في إطار عملية غضب الفرات، بقيادة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة (داعش)». وترددت معلومات في الأيام الماضية عن مسعى لنشر «قوات النخبة» قرب معبر التنف على الحدود السورية مع العراق حيث تنتشر قوات أميركية وغربية إلى جانب معارضين سوريين. وفي هذا الإطار (رويترز)، قال الجيش الأميركي الخميس إنه عزز «قوته القتالية» في جنوب سورية وحذّر من أنه يعتبر مقاتلين في المنطقة تدعمهم إيران تهديداً لقوات التحالف القريبة التي تقاتل تنظيم «داعش». والتصريحات التي أدلى بها متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد «داعش» هو أحدث مؤشر على التوتر في المنطقة التي تنشر فيها واشنطن قوات في قاعدة حول بلدة التنف لدعم مقاتلين محليين. وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي الكولونيل ريان ديلون في تصريح من بغداد: «لقد عززنا تواجدنا وعددنا وأصبحنا مستعدين لأي تهديد من القوات المؤيدة للنظام»، وذلك في إشارة إلى قوات مدعومة من إيران تدعم القوات السورية الحكومية. وقال ديلون إن عدداً قليلاً من القوات المدعومة من إيران بقي داخل ما أطلق عليها «منطقة عدم اشتباك» التي تهدف لضمان سلامة قوات التحالف الذي تقوده واشنطن وذلك منذ ضربة أميركية يوم 18 أيار (مايو) على قوة متقدمة منها. وفي الوقت نفسه يتجمع عدد كبير من المسلحين خارج المنطقة التي تم الاتفاق عليها بين الولاياتالمتحدة وروسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المتحدث: «نرى ذلك تهديداً». وقال مسؤول أميركي إن الجيش الأميركي أسقط أيضاً نحو 90 ألف منشور هذا الأسبوع يحذر فيها مقاتلين داخل المنطقة ويدعوهم للرحيل. وكانت «رويترز» أفادت في السابق بإسقاط المنشورات نقلاً عن موقع إلكتروني مرتبط بقوات سورية معارضة مدعومة من واشنطن تحمل اسم «مغاوير الثورة». وأبلغت المنشورات التي اطلعت «رويترز» على نسخة منها المقاتلين المدعومين من إيران بأن أي تحرك باتجاه التنف «سيعتبر عملاً عدائياً وسوف ندافع عن قواتنا». وجاء في منشور آخر «انتم في محيط منطقة عدم اشتباك. اتركوا المنطقة فوراً». وأصبحت المنطقة الجنوبيةالشرقية من الصحراء السورية المعرفة باسم البادية جبهة مهمة في الحرب الأهلية السورية بين الأسد المدعوم من إيران وميليشيات شيعية وبين معارضين يسعون للإطاحة به. ويتنافس الطرفان للسيطرة على أراضي يسيطر عليها «داعش» الذي يتراجع أمام هجوم مكثف في العراق وعلى امتداد حوض نهر الفرات في سورية. وقال معارضون سوريون يدعمهم الغرب الأربعاء إن طائرات حربية روسية هاجمتهم خلال محاولتهم التقدم باتجاه فصائل مدعومة من إيران. وسيطر معارضون تدعمهم واشنطن على التنف من تنظيم «داعش» العام الماضي، وتقول مصادر استخبارات إقليمية إنهم يهدفون لاستخدامها كمنصة انطلاق للسيطرة على البوكمال وهي بلدة على الحدود السورية مع العراق وطريق إمداد رئيسي للمتشددين. وتقول المصادر إن التحالف يهدف بوجوده في التنف الواقعة على طريق سريع بين دمشقوبغداد إلى وقف جماعات مدعومة من إيران من فتح طريق بري بين العراق وسورية. وأعلنت دمشق أن البادية ودير الزور أولوية في حملة لإعادة السيطرة على سورية في الحرب المستعرة منذ ستة أعوام شهدت مقتل مئات الآلاف.