قرّر العاهل المغربي الملك محمد السادس التغيب عن القمة ال51 للمجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (أكواس) التي تفتتح أعمالها اليوم في منروفيا عاصمة ليبيريا. إذ يُتوقع حسم طلب تقدّم به المغرب للانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي لدول أفريقيا الواقعة على المحيط الأطلسي. وعزت مصادر مغربية التغيّب عن القمة الأفريقية، إلى توجيه الدعوة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إلى حضور القمة، ما شكل مفاجأة لدول أعضاء قررت خفض تمثيلها في القمة. وكان مقرراً أن يعقد الملك محمد السادس خلال زيارة ليبيريا، وفق بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربية لقاء مع رئيسة ليبيريا، وأن يعقد محادثات مع قادة دول البلدان الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وإلقاء خطاب أمام القمة. ولفتت المصادر إلى أن عدداً من الدول الأفريقية «قررت تقليص مستوى تمثيلها في هذه القمة إلى الحد الأدنى، لعدم موافقتها على الدعوة الموجهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، فيما استغربت دول أخرى هذه الدعوة». وأوضحت أن ملك المغرب «يأمل ألا يأتي حضوره الأول في قمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في سياق من التوتر والجدل، ويحرص على تفادي كل خلط أو لبس». وكان المغرب تقدم في شباط (فبراير) الماضي بطلب الانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي لغرب أفريقيا، الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1975 ويضم حالياً 15 دولة ويُقدّر عدد سكان دوله الأعضاء ب350 مليون نسمة. وتسعى الرباط إلى تعزيز تواجدها الاقتصادي في أفريقيا جنوب الصحراء التي تستثمر فيه بلايين الدولارات، والدعوة إلى قيام تعاون إقليمي، ينهض بالتنمية الشاملة في ويزيد من فرص تقدمها وازدهارها، بالاعتماد على مواردها الطبيعية والبشرية وتكامل دولها. وتعمل نيجيريا وهي أكبر دولة في أفريقيا، على تأسيس شراكة اقتصادية وصناعية مع المغرب لمد أنبوب للغاز الطبيعي، يصل إلى الاتحاد الأوروبي على مسافة ستة آلاف كيلومتر على طول الساحل الأطلسي، ويُمكّن من إنشاء سوق مشتركة لإنتاج الكهرباء التي تواجه دول في غرب أفريقيا نقصاً في الطاقة. وتُقدر قيمة المشروع بنحو 30 بليون دولار، ويمكن أن يرتفع إلى 40 بليوناً لتمويل مشاريع مستقبلية تشمل البني التحتية العابرة للحدود، وقيام اندماج صناعي إقليمي، ربما يجعل معدلات النمو في المنطقة تتجاوز مرتين معدلها الدولي. وأفادت المصادر بأن شركات دولية أبدت اهتماماً بمشروع الغاز الأفريقي، الذي يُعتبر أكبر تحول اقتصادي- إقليمي في القارة يصل وسطها بشمالها، ويربطها بأسواق الاتحاد الأوروبي عبر المغرب وجبل طارق. ويُعدّ المغرب المستثمر الأول في غرب أفريقيا والثاني على مستوى القارة في قطاعات تمتد من المصارف والاتصالات، إلى الزراعة والسياحة والعقار والطاقات المتجددة. وبلغت قيمة الاستثمارات المغربية في القارة (منها استثمارات خليجية) نحو 4.8 بليون دولار العام الماضي. وتمثل التجارة البينية مع دول جنوب الصحراء نحو 8 في المئة من المبادلات الخارجية المقدرة ب60 بليون دولار. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن شركات إسرائيلية أبدت اهتماماً بالمشاريع والاستثمارات المغربية الاقتصادية في أفريقيا، ومنها خط أنبوب الغاز مع نيجيريا. ولفتت إلى أن رئيس الوزراء سيلقي خطاباً في القمة، للدعوة إلى تعاون إقليمي مع دول القارة، وأن نتانياهو سيعود إلى أفريقيا في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل لحضور قمة أخرى في الطوغو حول التعاون الاقتصادي والعلمي والأمني مع أفريقيا. يُذكر أن الاتحاد الاقتصادي لغرب أفريقيا يضم نيجيريا والسنغال وساحل العاج وبنين وبوركينافاسو والرأس الأخضر، وغامبيا وغانا وغينيا وليبريا وغينيا بيساو ومالي والنيجر وسيراليون والطوغو. ويُرتقب قبول ترشيح المغرب ليصبح العضو ال16 في المنظمة.