بين رأي و«رأي»! في برامج رمضان هذا العام في بعض القنوات، نرى الرأي والرأي الآخر في القناة نفسها، ما يجعل المشاهد في حيرة، وتكثر عليه الشبهات ولا يصبح عقله قادراً على التمييز بين الحلال البين والحرام البين في الفكر والفكر المقابل. وهذا يدعونا إلى تساؤل: هل يوجد للقناة مكون فكري، أو أنها تبحث عن صناعة متغير فكري في الوسط؟ وهذا يدعونا إلى السؤال الأكبر: هل قنواتنا موجهة فكرياً وتبحث لها عن أتباع ومؤيدين، أم أن دورها في صناعة فوضى فكرية في التشكيك بالثوابت وفتح المجال للمتغيرات لتتسيد المشهد وتصنع الفارق؟ ما نلاحظه أن تلك البرامج الفكرية تفتقد الإنسان المتفق على وسطيته، وتجنح إلى البحث عمن يقول المختلف ويختلف مع الثابت والسائد، لأجل تحريك مياه راكدة تتبعها روائح لا نعرف لها طيباً من عفن..! التكرار من عقود من الزمن والقنوات الفضائية في الخليج، أو في العالم العربي، تعرض مسلسلاتها بعد وقت الإفطار، إلا أن الفكرة تبدو ثابتة، والتكرار بات أمراً روتينياً في كل شهر رمضان وعبر كل الفضائيات. فلا بد من أن تُعرض على الأقل ثلاثة أعمال سنوياً منفصلة الأفكار والقصص، وتحكي عن هموم المواطن، والبحث عن علاج لقضايا مؤثرة في المجتمع، حتى تحول السباق من ابتكار إلى تكرار والسير على طريق واحد وكأنه لا مفر منه. حتى أصبح المشاهد مجبراً على متابعة أحد تلك الأعمال بعد تناوله وجبة الإفطار، فلا فوارق تُذكر بين هذا وذاك سوى كادر العمل، والقناة التي تتبنى المسلسل، وربما أن بعض المسلسلات يُشاهد في أكثر من قناة. الإعلانات تسرق الأضواء يبدو أن السباق نحو الأفضلية في ميادين شاشات رمضان تحول من المسلسلات إلى الإعلانات. الإعلان لم يعد فقط غرضاً لتسويق سلع الشركات التجارية في ومنا هذا، بل أضحى وسيلة لتفعيل الجانب الاجتماعي لكل شركة تتنافس مع أخرى في مجالها، والملحوظ أن تلك الشركات نجحت بالفعل في توجهها الجديد. وبعد سلسلة من الإعلانات اللافتة، نالت اليوم الإعجاب من المتابعين أكثر من الاعجابات التي حازت عليها الأعمال الدرامية، ولعل شبكات التواصل الاجتماعي هي الشاهد على ذلك من حيث عدد المشاهدات، أو التعليقات على ما تُقدم من إعلان ذكي، باللجوء إلى فنان غنائي، أو ممثل بارع، أو حتى أحد لاعبي كرة القدم.