أبرمت الهيئة العامة للاستثمار 13 مذكرة تعاون مع مجموعة من المستثمرين المحليين والدوليين في قطاع الدهانات والطلاء، بهدف بناء شراكة مع القطاع الخاص ورسم خريطة طريق للاستثمار في هذا القطاع الحيوي والمهم، واستغلال توافر أهم المواد الأساسية والموقع الجغرافي للمملكة، إضافة إلى الموانئ الصناعية والاقتصادية على البحر الأحمر، إذ تعبر من خلاله أكثر من 13 في المئة من التجارة العالمية. جاء التوقيع على هامش اجتماع مستثمري الدهانات والطلاء، الذي عقد أخيراً في مقر هيئة الاستثمار بالرياض. وناقش الاجتماع آليات الاستثمار في القطاع وفرص نموه، إضافة إلى الآليات والمبادرات الموضوعة لتجاوز التحديات الحالية التي تواجه الاستثمار في هذا القطاع. كما تم الإعلان خلال الاجتماع عن إنشاء لجنة مستثمري الدهانات والطلاء السعودية، التي من شأنها أن تسهم في العديد من التسهيلات للمستثمرين في القطاع، ومنها: مساندة المستثمرين للتجارة عبر الحدود وتمكينهم من التصدير وفتح أسواق جديدة، والعمل على إيجاد مناطق أو مدن متخصصة ذات بيئة جاذبة للاستثمار في صناعة الدهانات والطلاء، وتسهيل تقديم خدمات مشتركة المنافع، وإنشاء مرافق يقوم بها القطاع الخاص، وإيجاد فرص استثمار حقيقية في صناعة الدهانات والطلاء ذات ربحية جاذبة ومنافسة داخلياً وخارجياً. وستعمل اللجنة على تقديم الاقتراحات المتعلقة بإيجاد أو تعديل الأنظمة أو الإجراءات ذات العلاقة لتحسين بيئة الأعمال، والتنسيق بما يمكن مستثمري القطاع من رفع أداء وكفاءة صناعتهم، وذلك باعتبارها حلقة وصل بين المستثمر والجهات الحكومية ذات العلاقة، كما ستقوم الهيئة العامة للاستثمار بدور مكتب إدارة المشاريع للجنة. وعبر محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس إبراهيم العمر، عن سعادته بالعمل المشترك مع وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية التي تكللت بتوقيع مذكرات التعاون، وعن تطلعات هيئة الاستثمار لتحويلها لفرص استثمارية حقيقية في هذا القطاع الحيوي والمهم. وتطرق للفرص الكبيرة للاستثمار في القطاع قائلاً: «يستطيع المستثمرون من خلال السوق السعودية الوصول مباشرة لأكثر من 55 في المئة من سوق الدهانات والطلاء العالمي البالغ قيمته 140 بليون دولار، علماً بأن هذا القطاع ينمو بشكل سريع ليس في المملكة وحسب، بل في منطقة الشرق الأوسط ككل وشمال أفريقيا والهند وغيرها، إذ تصل نسبة نموه 5.5 في المئة سنوياً، وهي نسبة منافسة جداً». من جهته، عبر رئيس البرنامج الوطني للتجمعات الصناعية المهندس خالد السالم، عن دعم وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية لمبادرة الدهانات والطلاء، وكذلك لجنة مستثمري الدهانات والطلاء السعودية، التي تم تشكيلها بمبادرة من المستثمرين. وأضاف: «بالنظر إلى رؤية المملكة 2030 وخطة التحول الوطني 2020، نجد أن الاستثمار في قطاع الدهانات والطلاء سيسهم ليس فقط في زيادة نسبة المحتوى المحلي عبر ارتفاع حصة المملكة السوقية وبالتالي المزيد من العوائد غير النفطية، بل وسيفتح باب الاستثمار في هذا القطاع لرواد الأعمال لتأسيس مشاريع صغيرة ومتوسطة مساندة، مما سيسهم في إيجاد العديد من الوظائف المباشرة وغير المباشرة». واختتم الاجتماع بمناقشة مختلف الإمكانات والفرص والتحديات، اذ يُعدّ وجود كل من المدن الصناعية والاقتصادية سواء في مدينة الجبيل الصناعية أم مدينة ينبع الصناعية أو مدينة الملك عبد الله الاقتصادية أم بترورابغ وغيرها من المواقع المشجعة للاستثمار، وكذلك توافر العديد من المواد الخام الأساسية اللازمة لسلسلة القيمة المضافة للقطاع. يذكر أن مستثمري قطاع الدهانات والطلاء قاموا بزيارة شركة بترو رابغ ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية ومدينة ينبع الصناعية ومدينة الجبيل الصناعية التي تمثل أهم المواقع الصناعية لمنتجات البتروكيمياويات والمصافي التي لديها منافذ بحرية، إذ تمثل تلك المواقع قصة شراكة استثمارية سعودية حقيقية في قطاع البتروكيمياويات والمصافي باعتبار منتجاتها روافداً مهمة في تصنيع المواد الأساسية بقطاع الدهانات والطلاء.