وصف وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد على غلاء المعيشة بأنها «أعمال شغب»، يثيرها «جزء راديكالي من شبيبتنا لم يستجيبوا سوى لغريزة انتقامية»، وأكد أن «الأوضاع في البلاد تحت السيطرة»، مشيراً الى أن الاحتجاجات تسببت بمقتل ثلاثة شبان. وتعهد ولد قابلية بالوقوف ضد ما سماه «الانزلاقات والصدامات العنيفة مع المشاغبين»، وقال إن «الأحداث الأخيرة ليست تظاهرات سبق وأن عرفناها وإنما هي أعمال شغب ضمت عدداً متفاوتاً من الشباب والذين ينبغي التذكير بأنهم لا يشكلون إلا فئة من الشبيبة يقومون بحرق الإطارات المطاطية وينهبون الممتلكات الخاصة ويكسرون ويخربون الأملاك العمومية ويعتدون على مصالح الأمن برميهم بالحجارة والزجاجات الحارقة وأشياء أخرى حادة». وفي رده على سؤال عن حصيلة التظاهرات التي هزت بدرجات متفاوتة زهاء 20 ولاية، جدد الوزير التذكير ب «روح التبصر والصبر والصرامة التي تحلت بها أجهزة الأمن التي سجلت 736 جريحاً في صفوفها و 53 جريحاً بين المتظاهرين». وأكد وفاة ثلاثة شبان، اثنان في كل من مسيلة وتيبازة والثالث في بومرداس، موضحاً أن اثنين قتلا في خلال أعمال الشغب وأن تحقيقات تجرى من أجل تحديد الأسباب، فيما توفي الثالث في تيجلابين (بومرداس) نتيجة إحراق مثيري الشغب فندقاً كان يقيم فيه الضحية، ولفت الى أن المعلومات عن الضحايا التي تقدمها وسائل الإعلام، الأجنبية أو الجزائرية، «مغلوطة ومبالغ فيها». وكشف الوزير أنه تم إعطاء تعليمات لأجهزة الأمن بمواجهة التهديد من خلال تفادي جميع التجاوزات حتى وإن دفعوا، ولا يزالون يدفعون، الثمن كبيراً من الجرحى في صفوفهم. كما انه على رغم الطابع الإجرامي للأعمال المقترفة من قبل هؤلاء الشباب، وعلى رغم الأوضاع الخطيرة السائدة إلا أن مصالح الأمن الساهرة على حماية الأشخاص والممتلكات تتحمل مسؤوليتها بكل شجاعة. وذكر وزير الداخلية أن ما حدث الخميس الماضي لا يمت بصلة في نظر الجميع إلى هذه الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، وقال: «إني على يقين بأن مسعى هادئاً ومتبصراً يعد الطريق الأنسب والأوحد لطرح المشاكل». وعن دوافع العنف وإن كان يشاطر فكرة أن الشباب يعاني «التهميش»، رد الوزير إن «فئة الشباب التي نحن على دراية بوضعها الصعب قد انفصلت كلياً عن باقي المجتمع، إذ شملت أعمالهم الإجرامية العنف والتخريب والسرقة التي لم تسلم منها لا الأملاك العمومية ولا الخاصة، من خلال المساس بمصالح مواطنين ذوي أوضاع متوسطة تعرضت محلاتهم للنهب وحرقت سياراتهم». وأضاف: «هؤلاء الشباب لم يستجيبوا سوى لغريزة انتقامية كونهم لم يفكروا في عواقب أفعالهم».