بدأت أمس محاكمة مرشد جماعة «الإخوان المسلمين» محمد بديع وعشرات من قيادات وأعضاء الجماعة، باتهامات جديدة تتعلق بأحداث العنف التي شهدتها مدينة بورسعيد في أعقاب فض اعتصامي «رابعة العدوية» و «النهضة» في 14 آب (أغسطس) الماضي، فيما أكد «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي مضيه في طريق «استكمال الثورة»، رغم هدوء الأوضاع الميدانية في الشارع والجامعات على مدار الأيام الماضية. ونقل التحالف في بيان عن القيادي في «الإخوان» الوزير السابق محمد علي بشر قوله ان «التحالف ماضٍ بقوة في طريق استعادة ثورة 25 يناير ومكتسباتها والمسار الديموقراطي وفقاً لرؤيته الاستراتيجية»، نافياً ما ذُكر في الصحافة عن انشقاق قوى إسلامية من التحالف. وشدد بشر على أن التحالف «يدرس بعناية وحرص كل ما صدر ويصدر من شخصيات عامة أو كيانات أو حركات سياسية وثورية بشأن استعادة المسار الديموقراطي وتحقيق أهداف ثورة يناير»، معتبراً أن «مصر تحتاج في هذه المرحلة الدقيقة إلى تجميع كل الجهود المخلصة التي تسعى إلى تحقيق الاصطفاف الوطني بما يحقق هذه الأهداف». ومثل بديع أمس أمام محكمة جنايات بورسعيد في أولى جلساتها التي انعقدت في معهد أمناء الشرطة في طرة، لاتهامه في قضية أحداث العنف والقتل التي وقعت في بورسعيد في آب (أغسطس) الماضي. ويحاكم في القضية أيضاً القياديون في الجماعة محمد البلتاجي وصفوت حجازي وأكرم الشاعر وأحمد توفيق صالح الحولاني و185 آخرون. وقررت المحكمة إرجاء الجلسة إلى 4 حزيران (يونيو) المقبل، لتمكين الدفاع من الاطلاع على أوراق القضية والاستعداد لإبداء طلباته. ويُحاكم بديع في عشرات القضايا. وأحالت محكمة جنايات المنيا أوراقه على المفتي تمهيداً للحكم بإعدامه في أحداث العنف التي اندلعت في مركز العدوة في المحافظة في أعقاب فض اعتصامي «الإخوان». وقال بديع في قفص الاتهام أمس إنه «مختطف»، ولم يكن يعلم بمحاكمته في تلك القضية التي اعتبر أن إجراءاتها «باطلة». وهتف وقيادات الجماعة ضد المرشح الرئاسي وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي. ولم تستغرق الجلسة سوى بضع دقائق، طالب خلالها الدفاع من المحكمة منحه «أجلاً واسعاً» حتى يتسنى له الاطلاع على أوراق القضية. ويحاكم المتهمون عن واقعة قتل 5 أشخاص والشروع في قتل 70 آخرين في الأحداث التي شهدتها بورسعيد في أعقاب فض اعتصامي «الإخوان» في القاهرة، وما تضمنته من هجوم مسلح على قسم شرطة العرب وتهريب سجناء منه وسرقة أسلحته. وأحيل 74 متهماً محبوساً في القضية على المحكمة، في حين أمرت النيابة بسرعة ضبط وإحضار بقية المتهمين الهاربين وتقديمهم للمحاكمة محبوسين بصفة احتياطية. واتهمت النيابة بديع والبلتاجي وحجازي بتحريض أعضاء «الإخوان» على اقتحام قسم الشرطة وقتل ضباطه وجنوده وسرقة الأسلحة الخاصة بهم وتهريب المحتجزين فيه، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وجرح عدد من ضباط وأفراد القسم. وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين مجموعة من الاتهامات، بينها «التحريض على القتل والشروع في القتل، وتأليف عصابة مسلحة هدفها الهجوم على ديوان قسم شرطة العرب وقتل كل من في داخله، وسرقة الأسلحة، كما قاموا بتدبير تجمهر بغرض تعطيل تنفيذ القوانين والاعتداء على سلطات الدولة». ميدانياً، ساد هدوء الجامعات أمس قبل أيام من انتهاء امتحانات الفصل الدراسي الثاني، لكن مناوشات واشتباكات محدودة وقعت بين طلاب في كلية الهندسة في جامعة القاهرة، والموظفين والعمال في الكلية، إثر تنظيم عدد من الطلاب وقفة احتجاجية للمطالبة بإطلاق زملائهم المحبوسين على ذمة قضايا عنف حاول الموظفون فضها بالقوة. من جهة أخرى، أبطل خبراء مفرقعات مفعول عبوة ناسفة بدائية الصنع زرعها مجهولون في شارع رئيس في حي الزمالك في قلب القاهرة. وقضت محكمة جنايات القاهرة أمس حبس القيادي في جماعة «أنصار بيت المقدس» عادل حبارة، المتهم الرئيس في قضية قتل 25 جندياً في سيناء في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لمدة عامين بتهمة إهانة المحكمة. وقررت المحكمة إرجاء نظر القضية المتهم فيها حبارة و34 آخرون إلى 15 أيار (مايو) الجاري لاستكمال سماع الشهود. وكانت المحكمة ذاتها قضت بسجن حبارة لمدة عام بتهمة إهانة القضاء في نيسان (أبريل) الماضي، لترديده عبارات ضد قضاتها.