لم تعد كتب الطبخ والبرامج التلفزيونية المرجع لربات البيوت خلال شهر رمضان المبارك، وتراجعت نسب المشاهدة العالية التي كانت تحققها خلال هذا الشهر، مع ظهور طهاة وهواة في مواقع التواصل الاجتماعي، بعضهم لغرض الإفادة من دون مقابل أو بعائد من خلال الإعلانات، فيما استثمر آخرون هوايتهم واحترفوها فتغيرت حياتهم، فمنهم من افتتح مطعماً خاصاً، ومنهم من أصدر كتاباً وصل إلى العالمية. ويشارك هؤلاء الطهاة متابعيهم بوصفات خاصة خلال رمضان، إضافة إلى تقديم نصائح غذائية صحية خاصة بهذا الشهر، وبعضهم يبدأ من مرحلة التسوق لعرض ما يعتقد أنه الأفضل أو المناسب أو حتى إن كان للدعاية والإعلان المدفوع، إضافة إلى سيدات يمتهن الطبخ المنزلي ويقدمن عروض بوفيه إفطار أو سحور للاشتراك طوال الشهر، أو الطلب اليومي المسبق. ومن الطهاة السعوديين مهندس الكهرباء إبراهيم زينل، الذي كانت أولى تجاربه في الطبخ في سن صغيرة مع عائلته، وبعقلية المهندس استطاع أن يربط بين الطبخ والصحة وممارسة الرياضة، بعد أن نجحت تجربته الشخصية في التخلص من الوزن الزائد. كان زينل المقيم في الكويت، يشارك متابعيه مقادير وطريقة ما يعد من خلال «إنستغرام» و«سناب شات»، فاقترحت عليه إحدى المتابعات أن يعد كتاباً يحوي وصفات رمضانية صحية، وفعلاً أصدر كتابه الأول في العام 2016، وطبعته دار نشر عالمية، ويمتاز إبراهيم بأنه يشارك متابعيه نتائج تطبيقاتهم وصفاته. وهو الآن في طور إعداد كتابه الثاني، الذي يشارك متابعيه من خلف الشاشة بعض الوصفات والنصائح، واستغل زينل موهبته في الطبخ خلال رمضان الجاري، إذ من المقرر أن يذهب متطوعاً إلى الصومال مع مجموعة من الطهاة المتطوعين للإسهام في إعداد وجبات للأطفال هناك، في حين نفذ من قبل تجربتين تطوعيتين، الأولى في سيريلانكا والثانية للاجئين السوريين في تركيا. ولا يقتصر الطبخ وعرضه عبر مواقع التواصل على الكبار، إذ إن الشقيقات غناتي ودنى ودانة القحطاني، واللاتي لا يتجاوز عمر أكبرهن ال11، استطعن أن يميزن حسابهن في «سناب شات»، وخصوصاً خلال رمضان، بدءاً من فترة الظهيرة التي يطلبن فيها من المتابعات الذهاب إلى المطبخ ومساعدة الأمهات، وتقديم عرض بالخطوات والمقادير لأكلات يعددنها، وتتشارك الثلاث في إعداد الوصفات بإشراف من والدتهن، ويتابعهن على «إنستغرام» حوالى 80 ألفاً. وبدأ الشيف السعودي سامي الموسى قبل خمس سنوات، مشاركة هوايته مع متابعيه بوصفات ونصائح من خلال «إنستغرام»، ويعرّف الموسى عن نفسه بأنه مجرد «هاوٍ مهتم بعالم الأغذية وأسراره»، ويشترك مع زملائه في الطبخ وعرض الوصفات والطريقة وإعطاء نصائح صحية، وعلى رغم أنه افتتح مطعمه الخاص أخيراً، إلا أن هذا لم يشغله عن هوايته في مشاركة متابعيه الأكلات التي يعدها خلال رمضان خصوصاً. وتعرض أريام التي يتابعها على «إنستغرام» حوالى 420 ألفاً، صور أطباق أعدتها مع الطريقة، وتستغل حسابها في «سناب شات» لعرض خطوات الطبخ مع قائمة الإفطار التي تعدها وطريقة كل طبق، إضافة إلى نصائح تدور حول الطبخ وبدائل مكونات صحية. وتحظى عبير العميرة بحوالى 900 ألف متابع، وتتميز بطبخ الأكلات القديمة مع الحديثة، وغالبية ما تعد من المخبوزات والمعجنات. وينضم إلى الطهاة عبر مواقع التواصل فنانات يشاركن جمهورهن خطوات إعداد الإفطار أو السحور، ومنهن الفنانة بلقيس، التي استهلت الطبخ بجملة «من مطبخي المتواضع، كفتة في الفرن من دون دهون أو سمن أو أي حاجة»، مشيرة إلى أنه طبق صحي وخفيف لإفطار رمضان. فيما يعد الطبخ من أهم هوايات المذيعة لجين عمران، وتعرض دائماً ما تُعد من أطباق عبر حسابها في «سناب شات» تحت اسم «مطبخ لو». وهناك سيدات امتهن الطبخ المنزلي لغرض بيع الوجبات التي تطلب مسبقاً أو بإعداد البوفيهات والموائد وإعداد السمبوسة والمعجنات وبيعها «مفرزنة» طوال العام، ويلجأن إلى مواقع التواصل لاستقطاب الزبائن، ويعتبر رمضان من أهم مواسمهن، لكثرة عزائم الإفطار والسحور والضغط الذي يواجهنه ربات البيوت فيلجأن إلى من يوفر أكلات معدة في المنزل، إضافة إلى العزاب. ويتفق الكثير من ممتهنات هذه المهنة على أن لمواقع التواصل أثراً كبيراً في رواج هذه التجارة، بل كانت حافزاً للكثير منهن، وذلك لسهولة العرض والتسويق من خلالها.