انخفضت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع أمس بفعل أنباء عن تعافي الإنتاج الليبي من مشكلة فنية في حقل نفطي، ما أجج المخاوف من أن المنتجين غير المشاركين في اتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده «أوبك» يقوضون الاتفاق الذي يهدف إلى تقليص مخزون الخام العالمي. وانخفض خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة أكثر من دولارين، ليصل إلى ما دون 50 دولاراً للبرميل بعد أن لامس في وقت سابق أدنى مستوياته منذ 12 أيار (مايو) عند 50.63 دولار للبرميل. وتراجع «خام غرب تكساس» الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 96 سنتاً أو اثنين في المئة ليصل إلى 48.70 دولار للبرميل. وصرّح رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إلى وكالة «رويترز» أمس، بأن إنتاج البلد من الخام ارتفع إلى 827 ألف برميل يومياً، بعد حل مشكلة فنية في حقل الشرارة. وأدت المشكلة التي وقعت في الحقل وانقطاعات للكهرباء في وقت سابق أثرت على حقلي «المسلة» و «السرير»، إلى انخفاض الإنتاج دون 800 ألف برميل يومياً، وهو مستوى بلغه الإنتاج في وقت سابق من هذا الشهر للمرة الأولى منذ أواخر 2014. وأظهرت بيانات الشحن على منصة «تومسون رويترز إيكون» أن ليبيا صدّرت، مع استبعاد الصادرات المنقولة عبر خطوط الأنابيب، 500 ألف برميل يومياً في المتوسط منذ مطلع السنة، مقارنة بمتوسط قدره 300 ألف برميل يومياً فقط في 2016. وفي سياق منفصل، أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح أن «أوبك» والمنتجين المستقلين ملتزمون بهدف خفض المخزون النفطي العالمي إلى متوسط خمس سنوات، متوقعاً تحقيق هذا الهدف في المستقبل القريب جداً. ولفت الفالح ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك في موسكو بعد اجتماع بين «أوبك» وروسيا، إلى أنهما يتوقعان استمرار تعاونهما في أسواق النفط بعدما ينتهي اتفاق إنتاج الخام في آذار (مارس) العام المقبل. وقال الفالح: «إعلاننا المشترك مع روسيا يخلص إلى أن هناك حاجة، بينما يمضي هدف استعادة التوازن في سبيله إلى التحقق، لعمل المزيد من أجل خفض المخزون صوب متوسط خمس سنوات». وجدد تأكيد موقف بلاده من فعل «كل ما يلزم» إلى جانب روسيا للمساعدة في تحقيق استقرار سوق النفط، ليشير إلى سياسة منفتحة تجاه تقليص فائض المخزون وإعادة التوازن للسوق. وقال نوفاك إن «من الضروري وضع مبادئ إطارية من أجل تعاون متواصل مستقر بين أوبك وغير الأعضاء حتى بعد انتهاء اتفاقات فيينا». إلى ذلك، قال الأمين العام ل «أوبك» محمد باركيندو إن التعاون بين المنظمة والمنتجين المستقلين سيستمر بعد انتهاء سريان الاتفاق الحالي لخفض الإنتاج. وأضاف خلال زيارة لموسكو: «نعتقد أن التعاون يصب في مصلحة المستهلكين والمنتجين»، مشيراً إلى أنه «لا نتوقع انفصالاً في هذا الزواج». وبشأن الأسعار، توقع وزير النفط الكويتي عصام المرزوق في رد على سؤال بشأن أسعار النفط، «تحسّن الأسعار في تموز (يوليو) المقبل». في سياق منفصل، أكدت مصادر في قطاع النفط لوكالة «رويترز»، أن إنتاج روسيا من الخام بلغ 10.944 مليون برميل يومياً في الفترة بين الأول والثلاثين من أيار (مايو)، ما يتماشى مع الاتفاق العالمي الخاص بخفض الإنتاج. من جهة أخرى، زادت واردات أكبر أربعة مشترين للنفط الإيراني في آسيا في نيسان (أبريل) بنحو 23 في المئة مقارنة بمستواها قبل سنة، في وقت تستفيد إيران من إعفائها من خفوضات الإنتاج العالمية في مساعيها لتعزيز صادراتها من الخام. وأظهرت بيانات حكومية وأخرى لتتبع السفن، أن الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان استوردت 1.6 مليون برميل يومياً الشهر الماضي. لكن الصادرات إلى آسيا انخفضت نحو 18 في المئة مقارنة بمستوياتها في آذار (مارس)، ما يشير إلى أن جهود إيران الرامية لتعزيز الإنتاج بعد رفع العقوبات عنها في كانون الثاني (يناير) 2015 ربما بلغت مداها. وصرّفت إيران معظم النفط الذي خزنته حين كانت العقوبات سارية. وتشتري الدول الآسيوية معظم النفط الذي تصدّره طهران. وفي الأشهر الأربعة الأولى من السنة، استوردت الدول الآسيوية الأربع 1.8 مليون برميل يومياً بزيادة 40 في المئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي. وأظهرت بيانات صادرة من وزارة التجارة اليابانية أمس، أن واردات البلاد من النفط الإيراني بلغت 411 ألفاً و401 برميل يومياً الشهر الماضي، بزيادة تفوق المثلين مقارنة بمستواها في الفترة ذاتها قبل سنة. وانخفضت الواردات كثيراً من مستواها في آذار حين تجاوزت 220 ألف برميل يومياً في وقت ينتظر المشترون اليابانيون قيام الحكومة بتمديد ترتيبات التأمين المتعلقة بالمشتريات.