يبدأ مواطنو جنوب السودان اليوم التصويت في استفتاء تقرير المصير الذي يستمر سبعة أيام ويُنتظر أن يُثبّت بغالبية كبيرة نتيجة متوقعة: الطلاق مع الشمال. وفي رسالة دعم أميركية واضحة، زار مبعوث البيت الأبيض إلى السودان سكوت غرايشن ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس جون كيري، جوبا، عاصمة الجنوب، لتأكيد التزام واشنطن تجاه السودان، بشماله وجنوبه، وإن جاء هذا الدعم مرهوناً بمجريات الاستفتاء والمرحلة الانتقالية وتسوية القضايا العالقة بين الطرفين. وأقيمت أمس صلوات من أجل الاستفتاء في كنائس جوبا. ولوحظ تراجع حركة المارة في الشوارع التي انتشر فيها مئات من عناصر الشرطة و «الجيش الشعبي لتحرير السودان» لتأمين الاستفتاء. وسيدشن رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت الاستحقاق صباح اليوم بالإدلاء بصوته عند ضريح مؤسس «الحركة الشعبية لتحرير السودان» جون قرنق، قبل أن يشارك في قداس يحضره كيري. وشدد سلفاكير بعد لقائه كيري، أمس، على أن «لا بديل للتعايش السلمي والتعاون والشراكة» بين الشمال والجنوب. وحض المجتمع الدولي على «تأكيد الالتزام بالاعتراف بنتائج الاستفتاء»، معتبراً أنه سيحقق «الاستقرار الدائم والتعايش السلمي لكل السوادنيين بصرف النظر عن النتائج». وأكد أن «لا عودة إلى الحرب»، مشيراً إلى أن «الاستفتاء ليس نهاية الرحلة، لكنه بداية لرحلة جديدة وعملية طويلة لتحقيق التعايش المشترك والتنمية ومصالح مواطنينا». أما كيري الذي عقد مؤتمراً صحافياً منفصلاً، فذكّر بأن «هناك ستة شهور انتقالية لحل القضايا العالقة... التي أبدى الرئيس (باراك) أوباما التزاماً بالانخراط في حلها. والمساعدات الدولية سيحددها مسار هذه المحادثات خلال هذه الشهور المقبلة». وشدد على أن «هذه القضايا يجب حلها... وفي ضوء ما سمعته في الشمال، أتوقع انه يمكن حل هذه القضايا، بما فيها قضية ابيي خلال أسابيع أو شهر، أي قبل نهاية الفترة الانتفالية بكثير، إذا توافرت النيات الحسنة، وهذا هو الاختبار». وكشف أن سلفاكير أكد له «أن لا نية لديه لاتخاذ اجراء آحادي الجانب في أبيي وهو ملتزم بمحاولة تجنب أي حرب، ويتطلع إلى مفاوضات جادة فورية لحل الموضوع بطريقة سلمية». وأضاف: «كلنا ملتزمون تجاه هذه المنطقة. ودعوني أقول بوضوح إن استقرار الشمال حساس كنتيجة (استفتاء) الجنوب. والولايات المتحدة تريد أن تنتقل إلى علاقات أفضل مع الشمال». لكن أجواء التفاؤل تلك عكرتها اشتباكات بعد نصب «الجيش الشعبي» مكمناً لعناصر ميليشيا تابعة للجنرال الجنوبي المتمرد عليه قالواك غاي في منطقة ثور أبيض في ولاية الوحدة، ما أدى إلى مقتل ستة مسلحين واعتقال 32 آخرين، بينهم ضابطان، بحسب حكومة الجنوب. وقال وزير الداخلية في حكومة الجنوب غيير شوانغ للصحافيين، وهو يعرض 15 أسيراً جُلبوا إلى مقر وزارته ويسألهم عن مناطقهم وأصولهم القبلية: «هؤلاء جاؤوا إلى الجنوب لتعطيل الاستفتاء وعرقلته ومهاجمة مراكز الاقتراع. هؤلاء جنوبيون تم تنظيمهم في الشمال وسلحوا هناك وغُرر بهم بعد احتجاز نسائهم وأطفالهم... هذا دليل على أن هناك عناصر وراء الستار تسعي إلى تخريب الاستفتاء... هؤلاء لم يأتوا من بيروت، بل جاؤوا من شمال السودان». وقال: «نحن لن نكون عدواً للشمال، لكن هذا يُعدّ خروجاً على اتفاق السلام». الى ذلك (ا ف ب)، عمدت مجموعة مسلحة مجهولة الى قتل مدنيين في ابيي، وفق ما قال دنق اروب كوول كبير اداريي هذه المنطقة النفطية المتنازع عليها والواقعة على الحدود بين شمال السودان وجنوبه.