هل أفل عصر «السامبا» البرازيلية في كرة القدم؟ سؤال تردد كثيراً في الآونة الأخيرة على المستوى العالمي، وبحسب الكثير من النقاد العالميين قد يكون ذلك عائداً لاختفاء الكرة البرازيلية في العقد الأخير عن المنافسة على كأس العالم التي نجح أبناء أوروبا في خطف لقب النسختين الماضيتين في ألمانيا وجنوب افريقيا اللذين ذهبا للإيطاليين والإسبان. هذا الاختفاء حمل معه غياب المدربين البرازيليين عن قيادة المنتخبات في اعرق البطولات الآسيوية التي تحظى باهتمام كبير من المتابعين، وجاءت النسخة الحالية من بطولة الأمم الآسيوية لتؤكد اختفاء مدربي «السامبا» عن قيادة المنتخبات الآسيوية في اكبر تظاهرة آسيوية. ولم يحظ البرازيليون بتدريب أي من ال 16 منتخباً مشاركاً في البطولة، التي اعتمدت من خلالها ستة منتخبات فقط على المدرب الوطني بينما تخوض 10 منتخبات البطولة بقيادة مدربين أجانب، برغم أن مدربي «السامبا» كان لهم بصمة كبيرة في الحصول على لقب هذه البطولة، وكان آخرهم البرازيلي اوليفيرا الذي قاد أبناء الرافدين للفوز بكأس النسخة الماضية. وفرض المدربون الأجانب سطوتهم على بطولات كأس آسيا، إذ أحرزوا اللقب في 8 من البطولات ال14 الماضية، إذ أصبح المدرب البرازيلي الشهير، كارلوس ألبرتو باريرا الوحيد الذي توج بلقب كأس آسيا مرتين، الأولى مع المنتخب الكويتي في عام 1980 والثانية مع المنتخب السعودي عام 1988، بينما فاز مواطنه زيكو باللقب مع اليابان في عام 2004. وخلت القوائم الفنية للمنتخبات ال 16 المشاركين في البطولة من المدربين البرازيليين، بينما تشهد مدربين أجانب من جنسيات مختلفة، ويملك المدربون الأجانب المشاركون في البطولة الحالية فرصة ذهبية للحفاظ على هيمنة الكرة الاوروبية على المنتخبات الآسيوية، في حين جاءت قائمة المدربين الوطنيين موافقة لتطلعات أبناء القارة «الصفراء»، إذ يقود جاو هونجبو منتخب الصين وفادين إبراموف مدرباً لأوزبكستان، وتشو كوانج راي مدرب كوريا الجنوبية، وسلمان شريدة للبحرين، وكيم جونج هون يقود كوريا الشمالية، في الجهة الأخرى يتولى الإيراني أفشين قطبي، الذي يحمل الجنسية الأميركية تدريب المنتخب الإيراني الباحث عن اللقب الرابع في البطولة الحالية. وقد يكون الثنائي الإيطالي ألبرتو زاكيروني المدير الفني للمنتخب الياباني ومدرب المنتخب القطري الفرنسي برونو ميتسو هما الاكثر شهرة من بين المدربين في البطولة، كونهما يحملان سجلاً مميزاً في البطولات العالمية، وفرض الاوروبيون حضورهم في البطولة بفضل عدد من المدربين الذين لا يملكون السجل الحافل في بلدانهم ويسعون لتسجيل اسمائهم في المحفل الآسيوي، إذ يتقدم الألمانيان هولجر أوسايك مدرب منتخب أستراليا وفولفغانغ سيدكا مدرب منتخب العراق المدربين الذين يأملون بوضع بصمة مميزة في البطولة، إلى جانب الصربي غوران توفيدزيتش الذي حقق لقبي بطولتي غرب آسيا و «خليجي20» مع المنتخب الكويتي خلال الشهرين الماضيين، والسلوفيني ستريشكو كاتانيتش مدرب المنتخب الاماراتي الذي نجح في ايصال «الأبيض» الى الدور نصف النهائي ل «خليجي20»، ويملك مدرب المنتخب السعودي البرتغالي خوسيه بيسيرو الحظوظ ذاتها، لكنه لا يحظى بالقبول من أنصار «الأخضر السعودي». وفي الأخير قد يكون مدرب المنتخب السوري الروماني تيتا فاليريو والإنكليزي بوب هاوتون مدرب الهند الاقل حظوظاً من بين المدربين في الفوز باللقب، لأنهما يسعيان للخروج بمستوى مميز من دون تحقيق النتائج في ظل الخبرة الضعيفة التي يمتلكها لاعبو المنتخبين السوري والهندي، فيما سجل مدرب المنتخب الاردني العراقي عدنان حمد الحالة الاستثنائية الوحيدة في البطولة كونه المدرب الآسيوي الوحيد الذي ينتمي للقارة الآسيوية ويقود منتخباً غير منتخب بلاده.