واشنطن، روما – أ ب، رويترز – أجّج الرئيس الأميركي دونالد ترامب سجاله مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، بعدما اعتبرت أن على بلادها تبنّي سياسة اكثر استقلالية عن حليفتها الولاياتالمتحدة. وجدّدت مركل دعوتها إلى أن «تأخذ أوروبا مصيرها بيدها»، فيما حضّ نائبها زيغمار غابرييل أوروبا «على مواجهة الرئيس الأميركي»، كما اتهم سياسي ألماني بارز ترامب ب»تدمير القيم الغربية». وكتب الرئيس الأميركي على موقع «تويتر»: «لدينا عجز تجاري ضخم مع ألمانيا، كما أنها تدفع أقل بكثير مما يجب للحلف الأطلسي والجيش. هذا سيء جداً بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة، وسيتغيّر». في المقابل، شددت مركل ان لعلاقات ألمانيا مع الولاياتالمتحدة «أهمية كبرى»، مستدركة وجوب ان تتعامل مع دول أساسية أخرى. ورأت ان علاقات أوروبا مع واشنطن تحوّلت في شكل كبير بعد زيارة ترامب الى القارة العجوز، وزادت: «علينا في أوروبا أن نأخذ مصيرنا بيدنا». تزامن سجال ترامب – مركل مع زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي برلين التي ستستضيف اليوم رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ، وسط تكهنات بإمكان انضمام ألمانيا الى «محور شرقي». وقالت المستشارة بعد لقائها مودي إن بلادها تريد تطوير علاقاتها مع الهند التي اعتبرتها «شريكاً يُعتمد عليه». واستدركت أن ذلك «ليس موجهاً ضد أي علاقات أخرى، وبالتأكيد ليس ضد العلاقات عبر الأطلسي التي دوماً كانت مهمة جداً بالنسبة إلينا وستبقى كذلك». كما وصف مودي ألمانيا ب»شريك يُعتمد عليه جداً وموثوق»، معتبراً أن «العالم يحتاج إلى قيادة قوية، أثبتتها المستشارة مركل». وقال مصدر إن مودي أبلغ مركل أن الهند ستحافظ على التزامها اتفاق باريس لتغيّر المناخ، ولو انسحبت الولاياتالمتحدة منه. وفيما حافظت المستشارة على نبرة هادئة في تعاملها مع الأمر، وجّه ساسة ألمان انتقادات عنيفة لترامب، اذ اتهمه مارتن شولتز، رئيس الحزب الديموقراطي الاشتراكي مرشحه للمستشارية، ب»تدمير كل القيم الغربية». واعتبر أن الرئيس الأميركي يقوّض التعاون السلمي بين الدول، القائم على الاحترام المتبادل والتسامح، مضيفاً: «على المرء أن يتصدى لمثل هذا الرجل وعقيدته لإعادة (سباق) التسلح». اما توماس أوبرمان، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، فرأى ان «دونالد ترامب يوضح من خلال تغريداته انه يعتبر ألمانيا خصماً سياسياً» للولايات المتحدة. وأضاف: «هذا وضع جديد. عشنا طيلة عقود في اليقين بأننا نستطيع الاعتماد على بعضنا بعضاً، بوصفنا شركاء في تحالف، وهذا اليقين لم يعد موجوداً الآن». ورفع وزير الخارجية زيغمار غابرييل، نائب المستشارة، السقف من خلال انتقادات عنيفة جداً لترامب، اذ حض أوروبا «على مواجهة الرئيس الأميركي». ورأى ان الولاياتالمتحدة «لم تعد تؤدي دوراً قيادياً في الغرب والعالم»، وزاد: «مَن لا يواجه في أوروبا هذه السياسة الأميركية، يكون مشاركاً في المسؤولية. مَن يسرّع وتيرة تغيّر المناخ، عبر تقويض حماية البيئة وبيع مزيد من الأسلحة في مناطق الأزمات، ومَن لا يريد حلاً سياسياً لنزاعات دينية، يعرّض السلام في أوروبا لخطر». ولفت إلى «تغيّر في موازين القوى في العالم»، متهماً إدارة ترامب ب»تقديم المصالح القومية على النظام الدولي». ولفت إلى صعود الصين، مستدركاً أنها «تحاول وضع معايير أخرى» تختلف عن تلك الأوروبية. في روما، وافق رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني مركل على أن «الأوروبيين يحتاجون إلى أن يأخذوا بزمام مستقبلهم في أيديهم»، مستدركاً: «هذا لا ينتقص من أهمية علاقاتنا عبر الأطلسي وتحالفنا مع الولاياتالمتحدة، لكن الأهمية التي نوليها لهذه العلاقات لا يمكن أن تعني التخلي عن مبادئ أساسية، مثل التزامنا مكافحة تغيّر المناخ وتشجيع المجتمعات المفتوحة والتجارة الحرة».