أعرب المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني عن اطمئنانه إلى مضمون الحديث الذي أدلى به رئيس الحكومة سعد الحريري ل»الحياة»، لجهة «إنجاز صيغة التوافق السعودي- السوري على أسس التسوية الداخلية في لبنان»، وطالب الجميع «بالتعاون لإنجاح الجهود المبذولة في هذا المجال من دون عرقلتها أو تفشيلها للخروج من المأزق الخانق». وأطلع المفتي قباني أعضاء المجلس في الاجتماع الدوري امس، «على الاتصالات والمساعي التي يقوم بها، مساهمة منه في الجهود المبذولة من أجل قطع دابر الفتنة الطائفية التي بدأت تأخذ أبعاداً خطيرة للغاية من خلال جريمتي التفجير اللتين استهدفتا كنيستين رئيسيتين في بغداد والإسكندرية»، ودعا المجلس «السلطات الرسمية في كل من الدولتين الشقيقتين العراق ومصر، إلى الكشف عن الجهات التي تقف وراء هذه الأعمال الإجرامية والجهات المنفذة وإنزال اشد العقاب بهم»، محذراً «من استغلال هذه الجرائم لاستدراج أي شكل من أشكال التدخل الخارجي أو تبريره»، ودان استهداف جمهورية مصر العربية والدول العربية الكبرى «التي تعرف كيف تعالج قضاياها وتحرص على وحدة شعبها ووحدة الأمة». وتوقف المجلس في بيان «أمام استمرار تعطيل عمل مؤسسات الدولة اللبنانية، وفي مقدمها مؤسسة مجلس الوزراء، ما يشوه صورة الدولة وسمعتها ويلحق الضرر بمصالح المواطنين ويصيب الاقتصاد الوطني بأفدح الخسائر». وناشد المسؤولين «تحمل مسؤولياتهم الوطنية في معالجة القضايا الحياتية التي يعاني منها المواطنون ووضع حد للمزايدات التي تصدر عن بعض الوزراء». وأعرب المجتمعون عن «القلق الشديد إزاء قرارات تصدر عن بعض الوزراء وتسببت باستقالة بعض كبار الموظفين المشهود لهم بكفاءاتهم ونزاهتهم». وانتقل المجلس الى الموضوع الفلسطيني، «ومضي إسرائيل في تجاهل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني الشقيق وقرارات الشرعية الدولية، ومواصلة مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية وبناء المزيد من المستوطنات الصهيونية عليها، وتعطيل أي مبادرة للتسوية السياسية»، معرباً «عن استيائه الشديد من انكفاء المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته تجاه الجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها جريمة اقتحام البيوت وقتل الأبرياء على فراش النوم». وأبدى المجلس «الرفض المبدئي لتقسيم السودان وقلقه على مصير الوحدة الوطنية في هذه الدولة العربية الشقيقة والانعكاسات السلبية لهذا الانفصال». ونبه من «الفتن المتنقلة التي تستهدف الدول العربية وزعزعة أمنها وسلامتها واستقرارها بما يخدم العدو الإسرائيلي ومخططاته»، مناشداً «جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي اتخاذ مبادرات عملية تعزز التضامن العربي والإسلامي». وكان قباني التقى نظيره الروسي محمد رحيموف على رأس وفد، وأوضح الاخير انه أطلع مفتي الجمهورية «على أوضاع المسلمين في روسيا»، واكد «أهمية التعاون الديني بين البلدين»، ولفت إلى «أن رسالة الإسلام هي دعوة للسلام والمحبة والحوار بين الشعوب كافة»، وأبدى حرصه على «إرسال طلبة من الروس لتعلم اللغة العربية والعلوم الإسلامية في كلية الشريعة التابعة لدار الفتوى». وزار مفتي روسيا كلية الشريعة الإسلامية في جامعة بيروت الإسلامية التابعة لدار الفتوى، والمكتبة العامة ومقام الإمام الاوزاعي ومؤسسات محمد خالد الاجتماعية ومسجدي محمد الأمين والعمري الكبير.