لا يزال مطار «هيثرو» في العاصمة البريطانية لندن يعاني، نتيجة العطل العالمي الذي طرأ على شبكة الكومبيوتر في الخطوط الجوية البريطانية، ما أدى إلى فوضى وعدم إقلاع الطائرات. وأكدت إدارة المطار في ساعة مبكرة من صباح أمس أن هناك بعض التأخير في رحلات الخطوط الجوية البريطانية من المطار، ووعدت بتسيير 95 في المئة من الرحلات المقررة أمس. وقال الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية البريطانية إليكس كروز في تصريح إلى شبكة «سكاي نيوز»، إن العطل الذي طرأ على أجهزة الكومبيوتر لم يكن بسبب خفض التكاليف ونقل بعض الأقسام إلى خارج بريطانيا. وأكد أن كل الأقسام التي يُفترض أن تُعالج هذه المشكلة بالتحديد، لم يتم نقلها إلى خارج بريطانيا، مضيفاً أنها مشكلة محلية تتم معالجتها من خلال العناصر المحلية الموجودة في الشركة. وكانت الشركة أغلقت قسم الكومبيوتر في بريطانيا السنة الماضية، ما أدى إلى فقدان أكثر من 700 وظيفة، وتم تلزيم شركة «تاتا» الهندية للاهتمام بمهمات القسم. وكان حساب الشركة على «تويتر» أمس أشار إلى أن جدول رحلاتها في مطار «غاتويك» في لندن، سينفذ بالكامل، مضيفاً أنها تعتزم تشغيل جدول الرحلات الطويلة من «هيثرو» إلى جانب جزء كبير من خدمة الرحلات القصيرة. واستأنفت الشركة بعض رحلاتها من أكبر مطارين في بريطانيا أول من أمس، ولكن آلاف المسافرين علقوا في مطار «هيثرو» لساعات. وكان كروز قال في لقطات فيديو نشرت عبر «تويتر» إن «الكثير من أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالشركة تعمل اليوم (أمس)... كل زملائي في الخطوط الجوية البريطانية على الأرض وفي الجو يبذلون قصارى جهدهم لتعود عملياتنا لطبيعتها بأسرع وقت ممكن لكننا لم نحقق ذلك بعد». وألغت الخطوط الجوية البريطانية كل رحلاتها من مطاري «هيثرو» و «غاتويك» في لندن أول من أمس بعدما تسببت مشكلة في الكهرباء في تعطيل عملياتها على مستوى العالم وأثرت أيضاً على مراكز خدمة الزبائن والموقع الإلكتروني. وقال كروز إن لا أدلة على أي هجوم إلكتروني. ولم توضح ناطقة باسم الخطوط البريطانية عدداً محدداً للرحلات التي اضطرت الشركة لإلغائها السبت. واصطف آلاف المسافرين لساعات في قاعات المغادرة في المطارين، لاسيما أن فترة بداية الأسبوع شهدت ازدحاماً، نظراً إلى أن أمس كان عطلة عامة والكثير من الأطفال يبدأون عطلة منتصف الفصل الدراسي. وقال مسافرون أجرت وكالة «رويترز» مقابلات معهم، إن صالات السفر في المطارين اكتظت بالركاب الغاضبين، فيما فقد موظفو الشركة المرتبكون القدرة على مساعدتهم بسبب عدم تمكنهم من استخدام أجهزة الكمبيوتر. وأكدت الشركة أنها طبقت سياسات إعادة حجز أكثر مرونة للمسافرين المتضررين. وعلى رغم تعرض شركات طيران أخرى لمشكلات إلكترونية لكن نطاق الأعطال التي تواجهها الخطوط الجوية البريطانية ومدتها غير معتادين.