يحرص سعوديون ومقيمون على حضور ماء زمزم في موائدهم الرمضانية، فيما يقبل معتمرون على اقتناء كميات من هذه المياه وأخذه إلى بلدانهم وتقديمها هدايا لذويهم ومعارفهم، لما لها من «قدسية»، إلا أن ذلك لم يحم هذه المياه من عمليات غش يمارسها مواطنون ووافدون يرغبون في الربح السريع، إذ يقومون بخلطها بمياه عادية وبيعها بطريقة غير نظامية، وبأسعار مرتفعة. واتخذت جهات حكومية احتياطات للحد من بيع ماء زمزم، إلا من الجهات المصرح لها وباشتراطات محددة، إلا أن هذا لم يجد نفعاً، إذ ضبطت مستودعات ومصانع في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ومناطق أخرى، تقوم بتعبئة مياه زمزم وخلطه بماء آخر، لإعادة بيعه. آخر الضبطيات وقعت قبل أيام، حين اكتشفت فرق رقابية تابعة لأمانة المدينةالمنورة موقف سيارات في مبنى سكني يعيد تعبئة مياه زمزم في عبوات تراوح بين خمسة إلى عشرة ليترات في ظروف صحية «سيئة». وضبطت كمية كبيرة من العبوات يفوق عددها 3 آلاف أثناء عملية تحميل وتنزيل وبتفتيش الموقف غير المرخص، إضافة إلى ألفي عبوة معبأة ومجهزة ومعدة للبيع وعبوات فارغة وملصقات تحمل عبارة «ماء زمزم مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم»، وأدوات تعبئة وتغليف وأغلفة تحمل العبارة نفسها. وهذه ليست المرة الأولى، فخلال العام الماضي، ضبطت أمانة الطائف 119 عبوة من مياه زمزم في محال تجارية وعند مداخل المدينة ومخارجها، وصادرت العبوات المعروضة للبيع وطبقت لائحة الجزاءات البلدية الخاصة بتداول الأغذية بطريقة غير سليمة. وفي المدينةالمنورة أيضاً ضبطت بلدية أحد قبل عامين، موقفاً في إحدى الدور السكنية، يقوم فيه وافدون بتعبئة المياه العادية في عبوات وتسويقها على أنها مياه زمزم. وأوضحت البلدية أن المراقبون رصدوا شاحنة تفرغ حمولتها في الموقع، وعثروا على أعداد كبيرة من عبوات المياه الفارغة وملصقات مزورة لمياه زمزم وأدوات تعبئة وصناديق لأدوات التغليف. وفي العام ذاته، ضبطت بلدية الشوقية الفرعية في مكةالمكرمة مصنعاً مقاماً بطريقة مخالفة داخل استراحة يعبئ مياه زمزم «مغشوش» ويصدر جواً، ويدار من مجموعة من المخالفين، وضبطت حوالى 23 ألفاً من العبوات كانت معدة للتعبئة والتوزيع بالشحن الجوي. ودهمت أمانة العاصمة المقدسة مصنعاً لتعبئة مياه زمزم المغشوشة مقام بطريقة عشوائية، وضبطت فيه حوالى 10 آلاف عبوة معدة للتعبئة والتوزيع داخل عبوات خاصة بالشحن الجوي، و150 غالوناً سعة عشرة ليترات ومضخات. فيما أعلنت وزارة التجارة والاستثمار عن إغلاق معمل في بريدة لتعبئة مياه مجهولة المصدر وضبطت 6500 عبوة زمزم مغشوشة، فيما دهمت الوزارة في مكة مستودعاً خصص لتخزين مياه زمزم وتسويقها على المحال التجارية، التي تبيعها بدورها على المعتمرين وزوار بيت الله الحرام، وصادرت حوالى 200 ألف عبوة واتلفتها، وأغلقت المقر المخالف، واستدعت مالكه للتحقيق. وفي حائل، صادرت الوزارة 1600 عبوة مياه زمزم لا يوجد عليها أي بيانات تجارية، اتضح في ما بعد أنها معبأة بطريقة غير نظامية، ولا يعلم مصدرها. «الغذاء»: مياه عادية مجهولة المصدر حذرت الهيئة العامة للغذاء والدواء المستهلكين من شراء مياه معبأة يدّعي بائعوها أن لها قدرة على الشفاء من بعض الأمراض الجسدية والنفسية. وذكرت أن المياه تباع في محال عطارة أو في الطرقات أو قرب مساجد، أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ويروج لبعضها على أنها مياه زمزم، فيما هي مياه عادية مجهولة المصدر، وظروف تعبئتها غير معروفة. وأشارت الهيئة إلى أن بعضها يروج عبر ادعاءات طبية مضللة، تزعم أنها تساعد في الشفاء من أمراض عدة، وتعالج العين والمسّ. وقالت إن هذه المياه تعبأ في عبوات لا يعرف مصدرها، وفي أماكن غير مرخصة، وتفتقد الاشتراطات الصحية، ما قد يؤدي إلى تلوثها، وتشكل خطراً على صحة المستهلك، فيما يصعب تتبع مصدرها، كونها تصنع وتباع بطرق غير نظامية.