إسلام آباد، واشنطن - أ ف ب، رويترز – أعلن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس، أن حكومته ستتراجع عن قرارها رفع أسعار الوقود بنسبة 9 في المئة، والذي لم يلقَ تأييداً شعبياً وأدى الى انسحاب حزب من ائتلافه الحكومي، ما يشكل تنازلاً للمعارضة في مواجهة أحدث أزمة سياسية في البلاد. وقال جيلاني أمام الجمعية الوطنية (البرلمان): «وافقت القيادة السياسية بالإجماع على إلغاء رفع أسعار الوقود، وأعلن إعادة الأسعار الى مستوياتها في 31 كانون الأول (ديسمبر) الماضي». ويشكل إلغاء الزيادة واحداً من مطالب عدة للرابطة الإسلامية الباكستانية المعارضة التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق نواز شريف. في غضون ذلك، أعلن امتياز صفدار رئيس «حزب الشعب» في اقليم البنجاب الأكبر في باكستان، ان اغتيال حاكم البنجاب سلمان تيسير مؤامرة ضد البلاد ومؤسساتها، منتقداً «ثغرات» أجهزة الأمن التي سمحت لقاتله المتشدد بارتكاب جريمته الثلثاء في وسط العاصمة إسلام آباد. وقال: «يجب ان نكشف الأشخاص الذين يقفون وراء هذا الاغتيال»، في وقت يحاول المحققون تحديد ما إذا ارتكب القاتل مالك ممتاز حسين قادري جريمته بدافع شخصي، ام شكلت جزءاً من مؤامرة اكبر. وزاد: «لم تنفذ اجهزة الأمن واجباتها كما يجب، بعدما اشتبه مسؤول في الشرطة بعلاقة قادري مع منظمات اسلامية، وأمر بعدم تكليفه مهمة حماية شخصيات لأنه يمثل تهديداً». وتساءل وزير العدل بابار اوان، العضو في «حزب الشعب» ايضاً «كيف يمكن اسناد مهمة حماية شخصية لعنصر معروف بأنه يمثل تهديداً؟»، مندداً بدوره بوجود «ثغرات كبيرة» في اجهزة الأمن، مع العلم ان اي شرطي او عنصر لم يتدخل في المركز التجاري الذي شهد عملية الاغتيال عبر اطلاق قادري 29 رصاصة على الحاكم. وكان تيسير، العضو في «حزب الشعب» احد السياسيين الباكستانيين الذين أيدوا، بالاتفاق مع منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، تعديل قانون يجرم الإساءة الى الدين الإسلامي والتي قد تصل عقوبتها الى الإعدام. على صعيد آخر، حذّر خبراء من ممارسة الولاياتالمتحدة ضغطاً شديداً على باكستان، وذلك خلال زيارة الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري واشنطن الأسبوع المقبل، في وقت تتعامل إسلام آباد مع افتقادها الغالبية في البرلمان، وتهديدات الإرهاب. وقال امتياز غل، مؤلف كتاب: «أخطر مكان: حدود باكستان الخارجة على القانون»: «الأهداف الأميركية – الباكستانية زواج مصالح مضطربة يجمع سعي الولاياتالمتحدة إلى توفير ظروف تسمح بالاستعداد لانسحاب تدريجي من افغانستان، وحرص باكستان على حماية منطقتها الحدودية من تفجر مشاعر مناهضة للحكومة». وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما انتقد على غرار مسؤولين اميركيين آخرين عدم اتخاذ باكستان إجراءات سريعة للقضاء على المتشددين داخل حدودها الذين يهاجمون القوات الأجنبية في أفغانستان المجاورة. وقال كمران بخاري، مدير قسم الشرق الأوسط وجنوب آسيا في شركة «ستراتفور» لتحليل المعلومات: «باكستان بين المطرقة والسندان، اذ تحتاج الى الأميركيين، لكن يجب ان تتجنب ايضاً تنفيذ أشياء لا معنى لها وفقاً الى متطلباتها السياسية». وتابع: «الولاياتالمتحدة لها سجل راسخ نسبياً في استخدام باكستان أداة في شكل صريح ثم الاختفاء»، مع العلم ان باكستانيين كثيرين لا ينسون الاضطرابات التي وقعت حين أدارت الولاياتالمتحدة ظهرها للمنطقة بعد الانسحاب السوفياتي من أفغانستان عام 1989. وبات عرض أميركي بإمداد إسلام آباد بطائرات مراقبة بلا طيار غير مزودة بأسلحة مصدراً جديداً للخلاف. وأبدت باكستان في أحاديث خاصة قلقها من ارتفاع سعر الطائرات وبطء تسليمها.