واشنطن - أ ف ب - توصلت لجنة من الخبراء عينتها الرئاسة الأميركية للبحث في أسباب التسرب النفطي في خليج المكسيك العام الماضي، إلى نتائج نشرتها أمس، مفادها بأن البقعة النفطية نجمت عن أخطاء إدارية «معممة على النظام برمته»، ويمكن أن تتكرر إذا لم تُجرى إصلاحات. ووردت هذه الخلاصات في مقاطع من تقرير اللجنة الوطنية المكلفة التحقيق حول انفجار المنصة النفطية «ديبووتر هورايزون»، التي تشغلها شركة «بريتش بتروليوم» (بي بي) في 20 نيسان (أبريل) 2010، ثم انفجار بئر «ماكوندو» الموجود على عمق 1500 متر. وأدت الكارثة النفطية إلى مقتل 11 شخصاً، وانتشار اكثر من أربعة ملايين برميل من النفط في خليج المكسيك خلال ثلاثة شهور. وجاء في التقرير، أن الانفجار نجم عن «أحظاء كثيرة وهفوات فردية من جانب «بي بي» وهاليبرتون وترانس أوشن، ولم يكن لدى الجهات التنظيمية الحكومية السلطة ولا الموارد ولا الخبرة التقنية اللازمة لمنعها». ومجموعة «ترانس أوشن» المتخصصة في التنقيب النفطي هي المالكة لهذه المنصة. وأقرت الشركة العملاقة المتخصصة في الخدمات النفطية «هاليبرتون» في تشرين الأول (أكتوبر) بأنها لم تجرِ اختباراً أساسياً لمزيج الإسمنت المستخدم في البئر قبل انفجارها، إلا أنها حملت المسؤولية إلى «بي بي» متهمة إياها بعدم القيام بالتحقق اللازم من متانة البئر. وأشار التقرير، إلى أن الأسباب الرئيسة للانفجار «معممة على القطاع برمته، ويمكن أن تتكرر في غياب إصلاحات شاملة في ممارسات القطاع كما في سياسة الحكومة». وأضاف الخبراء في تقريرهم «سواء كان الأمر متعمداً أم لا، فإن كثيراً من قرارات «بي بي» وهاليبرتون وترانس أوشن التي زادت من خطر الانفجار، سمحت بوضوح لهذه الشركات بكسب كثير من الوقت والمال». وأشارت «بي بي» في ردها على التقرير، إلى أن العناصر الأولية للتحقيق توصلت إلى خلاصة مفادها بأن «الحادث حصل لأسباب متعددة، وتورطت فيه شركات عدة»، لافتة إلى أنها تعمل بالتعاون مع الهيئات التنظيمية الرسمية والجهات الاخرى في القطاع، «كي تؤدي الدروس المستخلصة (من التسرب النفطي)، إلى تحسين العمليات وخدمات التلزيم في مجال التنقيب في الأعماق البحرية». وأشارت «بي بي» أيضاً إلى استحداث وحدة داخلها مخصصة للأمن وإدارة الأخطار، تخضع مباشرة لسلطة المدير العام بوب دادلي، وتؤمن «مراقبة مستقلة» للعمليات المرتبطة بالسلامة.