وقعت «الشركة السعودية للكهرباء» اليوم (الخميس)، اتفاق تعاون مع شركة «إسمنت الصفوة» لتدوير مادة الرماد الكربوني، والاستفادة من الزيوت والبقايا النفطية التي تنتج عن عملية حرق الوقود الثقيل في محطات توليد الطاقة الكهربائية باعتباره مصدراً للطاقة. وجاء الاتفاق، بديلاً من الطريقة السابقة التي تتلخص في الطمر في المرادم المخصصة، وهو ما سيوفر على الشركة ملايين الريالات، ويدعم جهودها المستمرة في المحافظة على البيئة، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء السعودية» (واس). وأوضح نائب الرئيس التنفيذي للتوليد بالشركة خالد بن عبدالرحمن الطعيمي، أن الهدف من الاتفاق هو الاستغناء عن مشاريع الرماد الكربوني في محطات التوليد، ما سيحقق وفر مالي يصل إلى 325 مليون ريال خلال فترة الاتفاق التي تمتد إلى سبعة أعوام. وأشار إلى الهدف الأهم وهو تنفيذ توجهات وخطط الشركة في تطبيق معايير عالمية دقيقة فيما يتعلق بالمحافظة على البيئة، ومسؤوليتها تجاه المجتمع، والمحافظة على السلامة والصحة المهنية، ضمن جهودها المتنوعة التي تضع في أولوياتها جميع المتطلبات في هذا المجال. وأكد أن «السعودية للكهرباء» هي أول شركة تعتمد هذا الخيار البيئي، وهو التعاون مع شركة «الاسمنت»، بعد موافقة «الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة» على تقنية التدوير. ويحتوي الرماد الكربوني على نسبة كربون عالية تصل أحياناً إلى 85 في المئة، فيما تحتاج مصانع الإسمنت لهذا الرماد لاعتباره وقود مساعد مع الوقود الثقيل الذي يتم استخدامه في أفران مصانع الإسمنت. ويتكون هذا الرماد من حبيبات متناهية في الصغر، وهذا يكسبها القدرة على اختراق الجهاز التنفسي، واحتمال استقرارها على جدار الرئة أو الانغماس في أنسجتها، وهو ما يشكل خطورة كبيرة على الجهاز التنفسي للإنسان في حال التعامل معه بشكل غير علمي. وقال الطعيمي: «نحن في الشركة السعودية للكهرباء لدينا أربع محطات توليد تنتج كميات كبيرة من مادة الرماد الكربوني، تقارب 200 ألف متر مكعب سنوياً، وهي كميات يمكن الاستفادة منها من خلال الاتفاقية في تقليل الاعتماد على النفط في مصانع الإسمنت». وأضاف أن «محطة جنوبجدة تنتج حوالى 45 ألف متر مكعب، بينما تنتج محطة الشعبية 47 ألف متر مكعب، فيما تنتج محطة رابغ 60 ألف متر مكعب، ومستقبلاً تنتج محطة الشقيق 45 ألف متر مكعب سنوياً». ولفت نائب رئيس «السعودية للكهرباء» للتوليد إلى أن الشركة وبالتنسيق مع بيوت الخبرة العالمية المعتمدة لدى الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة نفذت خلال السنوات الماضية، مشاريع علمية عالية الدقة للتخلص من الرماد الكربوني بشكل أمن. وأوضح أن الاتفاقية التي تم توقيعها اليوم تعتبر الخيار الأفضل للتخلص من خطورته على الإنسان والبيئة المحيطة، في ظل سعي الشركة لتطبيق معايير صارمة في هذا المجال.