شككت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والأممالمتحدة أمس (الأربعاء) في إعلان رئيس جنوب السودان سلفا كير وقف النار من جانب واحد، مشيرة إلى أنه يتزامن مع بدء موسم الأمطار الذي تقل فيه المعارك في العادة. ورحب مبعوث الأممالمتحدة لدى جنوب السودان ديفيد شيرر بالإعلان، محذراً من أنه «سيخضع لتدقيق كبير». وقال شيرر في اجتماع في مجلس الأمن الدولي: «التجربة كما يقولون أكبر برهان». وقال السفير البريطاني في الأممالمتحدة ماثيو رايكروفت أن «المسؤولية حالياً على عاتق كير ليثبت أن هذه التزامات حقيقية وليست مجرد توقيت موات مع بدء موسم الأمطار عندما يصبح القتال أكثر صعوبة». وأوضحت نائب السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة ميشيل سيسون أن تعهد كير وقف النار يأتي بعد شهرين من تعهد مماثل قدمه إلى «الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا» (إيغاد). وهدد مجلس الأمن منذ فترة بفرض حظر أسلحة على جنوب السودان، لكن عندما طرحت الولاياتالمتحدة الإجراء للتصويت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، فشل في الحصول على الأصوات التسعة المطلوبة لإقراره. وكان كير أعلن أول من أمس (الثلثاء) أن اللفتنانت جنرال ماريال شانغونغ الذي أدرجه مجلس الأمن في القائمة السوداء العام 2015، سيرأس القوات البرية للحكومة. وفرضت عقوبات على شانغونغ لإشرافه على «قتل مدنيين من قبائل النوير داخل جوبا وحولها دفن الكثير منهم في مدافن جماعية العام 2013». وأعلن كير الإثنين الماضي أنه سيطلق سراح سجناء سياسيين، لكن مع عدم وجود أي بادرة عن اتفاق سياسي مع المتمردين ليس من الواضح هل سيكون لوقف النار أي تأثير. وتعصف في جنوب السودان حرب أهلية منذ العام 2013 منذ أقال كير نائبه رياك مشار. وتسبب الصراع الذي أججته خلافات عرقية في أسوأ أزمة لاجئين في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا العام 1994 ودفع بمناطق في البلاد إلى المجاعة.