سجّلت نهائيات الأمم الآسيوية تفوقاً واضحاً لمنتخبات غرب القارة «الصفراء» على نظيرتها في منتخبات الشرق باستحواذها على 9 ألقاب من أصل 14 نسخة من البطولة القارية الكبرى، وعلى رغم البداية القوية لمنتخبات الشرق في البطولة بعد أن استحوذ المنتخب الكوري الجنوبي على أول لقبين في النهائيات التي انطلقت في العام 1956، إلا أن منتخبات الغرب نجحت في كسر ذلك التفوق، إذ كان المنتخب الإيراني الأبرز بعد أن نال اللقب لثلاث مرات متتالية، بدءاً من العام 1968 إلى 1976، وهو ما جعل الكفة تميل للغرب الذي تمسك باللقب حتى العام 1992، الذي شهد أول لقب ل«الساموراي» منتخب اليابان الذي نجح في الاستحواذ على اللقب القاري لثلاث مرات هو الآخر، كان آخرها في نهائيات بكين العام 2004. وتتنافس المنتخبات في النهائيات الآسيوية التي ستطلُّ غداً من «دوحة قطر» على الظفر بلقب بطل بطولة النسخة ال15، خصوصاً منتخبات السعودية واليابان وإيران التي تبحث عن اللقب الرابع الذي يعد إنجازاً غير مسبوق للقارة «الصفراء»، أما المنتخب الكوري الجنوبي فسيبحث عن الفوز باللقب للمرة الثالثة في تاريخه، وقد يكون مهيئاً لذلك في ظل المستويات المميزة التي قدمها في مونديال كأس العالم الأخير في جنوب أفريقيا. في الجانب الآخر يبحث منتخبا الكويت والعراق عن لقبهما الثاني في البطولة، والأخير أعاد اللقب من جديد في النسخة ال 14 الماضية إلى غرب القارة، في إنجاز مميز للكرة العراقية التي عانت كثيراً في العقدين الماضيين. وتبدو الحظوظ متساوية بين المنتخبات الآسيوية العريقة التي سبق أن نالت اللقب إلى جانب المنتخب الأسترالي الذي شهدت البطولة الماضية وجوده الرسمي الأول، لكنه فشل في انتزاع اللقب قبل أن يؤكد مسيّروه أخيراً أن ذهب الدوحة لن يفارق خزانة «الكنغر»، بينما يسجل كثير من النقاد الآسيويين إعجابهم بالمنتخب الكوري الشمالي الذي حقق مفاجأة الصعود لكأس العالم 2010، وعلى رغم عدم تحقيق ذلك المنتخب طموحات أنصاره في المونديال إلا أنه يعد حالياً من أهم المنافسين على اللقب الآسيوي في ظل جاهزيته الفنية والتجانس الكبير بين لاعبيه. أما صاحب الأرض والجمهور، المنتخب القطري فيدخل المنافسة للفوز باللقب للمرة الأولى في تاريخه، تدعمه في ذلك النتائج الباهرة التي حققها في فترة الإعداد الماضية، والتي كان أبرزها فوزه على «بطل أفريقيا» منتخب مصر بعد فراغه من «خليجي20»، والتي كانت اختباراً قوياً لمدربه الفرنسي برونو ميتسو. ووفق المعطيات تبدو حظوظ منتخبات الغرب في نيل اللقب الحالي كثيرة، في ظل وجود أكثر من خمسة منتخبات من الغرب مهيأة للحصول على الذهب، في حين أن قوة الشرق تتركز على قوة المنتخبين الكوري الجنوبي والشمالي، إضافة إلى الياباني المرشح الأقوى لنيل الكأس الآسيوية.