حين بدأت شركة "ايبل لوجيستكس غروب" لخدمات الشحن في دبي تستعد أوائل هذا العام لطرح أسهمها في اكتتاب عام، أجرت عملية إعادة رسملة بالاقتراض، فحصلت على قرض مصرفي جديد حتى تتمكن من توزيع أرباح نقدية على المساهمين. وتُبين الصفقة أن قطاع سوق الاستثمار المباشر بالمنطقة يكتسب قوة دفع أخيراً، مع تعافي أسواق المال من الأزمة المالية العالمية. وقال أحد الشركاء في مؤسسة "غروث غيت كابيتال للاستثمار المباشر"، التي يقع مقرها في البحرين وتمتلك 70 في المائة من "ايبل"، هيثم مكي إن "شركات الاستثمار والبنوك تقدم مجدداً على المخاطرة". وأحجمت غروث غيت عن إعلان حجم عملية إعادة الرسملة لكنها قالت إن "توزيعات ايبل تعني أن الشركة حققت حوالي 158 في المائة كعائد على استثماراتها منذ 2007. ومن المتوقع طرح أسهم ايبل للاكتتاب في نهاية 2014". وبدأ المستثمرون منذ العام الماضي، يضخون مبالغ أكبر وبدأت شركات الاستثمار المباشر تحدد نطاقاً أوسع للصفقات والبنوك تبدي استعداداً أوضح للتمويل. وحمل هذا بشرى طيبة لاقتصادات الشرق الأوسط، التي يمكن أن تستغل رؤوس الأموال والمهارات الإدارية التي يتيحها قطاع الاستثمار المباشر في زيادة قدراتها التنافسية. وقال الرئيس المشارك لقطاع الاستثمار المباشر في المجموعة المالية "هيرميس" ومقرها مصر، كريم موسى إن "هناك انتعاشة يقودها في الأساس الارتفاع الأخير في أسواق رأس المال وزيادة نشاط الاكتتاب العام الأولي في الأسواق الناشئة والمنطقة". وأضاف انه "شهدنا قدراً لا بأس به من خروج الاستثمارات المباشرة في الأشهر الماضية .. ويجري جمع أموال جديدة". وتشير بيانات شركة زاوية للمعلومات المالية - التابعة لشركة تومسون رويترز- إلى أن 16 صندوقاً للاستثمار المباشر جمعت 860 مليون دولار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العام الماضي، مقارنة مع 18 صندوقا جمعت 400 مليون دولار فقط العام 2012. وقال أحمد بدر الدين الشريك الرئيسي ورئيس الاستثمارات في مجموعة أبراج في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن "المجموعة تتوقع إبرام عشر صفقات استثمار مباشر على الأقل في 2014، وتدير المجموعة أصولا بقيمة 7.5 بليون دولار". واضاف ان "هناك رؤية أوضح في معظم بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مقارنة بالأعوام الماضية. استثماراتنا طويلة الأجل ونرى وراء الصعوبات القصيرة الأمد فرصاً ونمواً". واشار بدر الدين الى أنه "نتوقع إبرام ست صفقات على الأقل في شمال أفريقيا هذا العام معظمها في قطاعات تركز على المستهلك وعلى مجال التعليم والرعاية الصحية". مضيفاً أن "شركته في مرحلة متقدمة من المحادثات للاستحواذ على حصص في شركات سعودية وتركية وإماراتية". من ناحية أخرى لم تتغير بعض الخصائص المميزة لسوق الاستثمار المباشر في الشرق الأوسط، وبخاصة أهمية الشركات التي تديرها الأسر في منطقة بها شركات كثيرة سريعة النمو إما مملوكة لعائلات أو للدولة. وقال فراس ناصر، العضو المنتدب والمدير المشارك لشركة كارلايل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن "كارلايل تستحوذ عادة في الولاياتالمتحدة وأوروبا على حصة الأغلبية أو على شركات بالكامل، أما في الشرق الأوسط فإن أفضل الفرص بالنسبة لها هي تلك التي يعزف فيها أصحاب الشركات عن بيع حصة مسيطرة". وقال ناصر "إنهم يتطلعون لشريك فعلي في الأنشطة يمكن أن يساعدهم على تحويل نشاطهم الأسري إلى مؤسسة مهنية وعلى التوسع في أسواق جديدة قد لا تكون مألوفة بالنسبة لهم".