شكا مهاجرون أنقذتهم سفن إغاثة من الغرق في البحر المتوسط خلال اليومين الماضيين، تعرضهم للاحتجاز التعسفي والاستعباد والضرب في ليبيا، في وقت تسعى أوروبا إلى تعزيز خفر السواحل في طرابلس. وقال عيسى إبراهيم (28 سنة) من منطقة دارفور السودانية: «اعتقلتنا الشرطة، وضعونا في مكان ليومين أو 3 من دون أكل أو شرب.. وضربونا». وكان إبراهيم ضمن نحو 600 شخص على متن سفينة الإنقاذ «أكويريوس» التي تديرها منظمتا «إس.أو.إس ميديتريني» و «أطباء بلا حدود». وبعد 6 سنوات على الإطاحة بنظام معمر القذافي تنزلق ليبيا على ما يبدو نحو مزيد من الفوضى. ويقوم المهربون بتحميل أعداد كبيرة من المهاجرين في قوارب غير آمنة وارتفع عدد الوافدين إلى إيطاليا 35 في المئة حتى الآن هذا العام. وتوفي أكثر من 1300 منهم. وأمضى جون أوسيفو (29 سنة) وهو من نيجيريا 11 شهراً في ليبيا. وقال إنه لم يكن يخطط للذهاب إلى أوروبا، لكن بعدما عمل بضعة أشهر في مغسل للسيارات مزق رجل ليبي جواز سفره وتصريح عمله، الأمر الذي حوّله إلى مهاجر غير شرعي. وأضاف أنه أُجبر على القيام بأعمال شاقة. وقال إن الناس في ليبيا «يعتقدون أن السود عبيد. هكذا يطلقون علينا. عندما يريدون ضربنا، يضربونا بالمواسير» كاشفاً عن أثر جرح في كفه اليسرى. وتابع بينما كان طاقم «أكويريوس» يقدمون الشاي والخبز للمهاجرين: «كانوا يأخذوننا إلى العمل ويجبروننا على أعمال شاقة من دون أجر. في بعض الأحيان كانوا يأخذوننا إلى سجن ويحتجزوننا ويضربوننا فيه». واتفق الاتحاد الأوروبي وإيطاليا في شباط (فبراير) الماضي على تقديم ملايين اليورو للحكومة المدعومة من الأممالمتحدة في العاصمة الليبية طرابلس لمساعدتها في مكافحة تهريب البشر ولتشغيل مراكز للمهاجرين تديرها منظمات تابعة للأمم المتحدة. لكن قدرات خفر السواحل الخاضع لطرابلس تزداد. وتخشى منظمات إنسانية أن يغذي هذا أنشطة التهريب المربحة نظراً إلى أنه سيتم اعتراض سبيل المهاجرين وإعادتهم إلى ليبيا حيث سيُحتجزون في مراكز بائسة تسيطر عليها الحكومة ثم سيحاولون في وقت لاحق العبور مجدداً نحو القارة العجوز. وقالت منظمة «أطباء بلا حدود»، وهي واحدة من منظمات الإغاثة القليلة التي تدخل إلى المخيمات التي تسيطر عليها الحكومة الليبية، في بيان صدر أول من أمس، إنها رصدت سوء تغذية بين البالغين وزحاماً شديداً وإصابات مرتبطة بالعنف وغياباً لوسائل الصحة العامة الأساسية. ولفتت المنظمة إلى أنه «خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام 2017 لوحظ عدم انتظام إمدادات الأغذية في مركزي احتجاز حيث يقضي المحتجزون أياماً من دون أي طعام. نتيجةً لذلك تعالج أطباء بلا حدود، أشخاصاً بالغين يعانون سوء التغذية». وبعدما اعترض خفر السواحل الليبي حوالى 600 مهاجر الخميس الماضي، كتبت السفارة الإيطالية في طرابلس على موقع تويتر: «هذا هو السبيل الصحيح للمضي قدماً».