أخلت أمانة محافظة جدة ممثلة في بلدية جدة التاريخية 46 شخصاً من جنسيات آسيوية وأفريقية مختلفة من ثلاثة مبان قائمة في المنطقة التاريخية (وسط منطقة البلد) على خلفية مخاوف سقوط أحد المباني المهجورة المجاورة لها. وبعد منتصف ليل أول من أمس، تلقت عمليات الدفاع المدني في المحافظة الساحلية بلاغاً من عمليات الأمانة المحافظة عن وجود منزل مكون من ثلاثة طوابق مصنف ضمن المباني التاريخية الآيلة للسقوط وضرورة إخلاء عدد من المنازل المجاورة حفاظاً على حياتهم وإحاطة المنزل تحسباً لأي طارئ. وأكد رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار ل«الحياة» أن المبنى المشتبه في أيوله للسقوط يعد من المباني التاريخية المصنفة من الدرجة الثالثة، إذ يبلغ عمره أكثر من 150 عاماً، وهو مهجور منذ نحو 25 عاماً. وقال: «إن الأمانة رممت عدداً من المباني التاريخية إلا أنه مع هطول الأمطار الحالية لا يمكن دخول مهندسيها ومعمارييها للمبنى خوفاً على سلامتهم، إذ يكمن الخطر بعد جفافه لوجود امتداد وانكماش للمبنى نتيجة تغلغل المياه بين روابط الأحجار البحرية المشيد بها»، مشيراً إلى أن فرق الأمانة عمدت إلى عملية إخلاء المنازل المجاورة فور رصد خطر المبنى المراقب، مشيداً بتعاون السكان الكبير مع طلب الإخلاء حفاظاً على سلامتهم وحرص «الأمانة» على ترميم المبنى لما يمتلكه من تصميم معماري جميل. من جانبه، ذكر الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة الرائد عبدالله العمري أن فرقتي إنقاذ باشرتا الموقع فور تلقي البلاغ الوارد من «أمانة جدة» التي أخلت المنازل المجاورة قبل وصول الفرقتين اللتين تواجدتا في الموقع للمشاركة ومساندة جهود الأمانة في عملية الإخلاء وفرض سياج وقائي حول المنازل تحسباً لأي طارئ، مضيفاً أن الموقع سلم للأمانة باعتبارها الجهة المختصة بمثل تلك المباني. ويعد المنزل الآيل للسقوط من المباني المهجورة، وتحيط به ثلاثة مبانٍ، الأول مكون من أربعة طوابق جرى إخلاء 17 شخصاً منه جميعهم من الجنسية الباكستانية، أما الثاني فمكون من ثلاثة طوابق وأخلي منه 15 فرداً لأسر من الجنسية الصومالية، بينما جرى إخلاء 14 فرداً لأسرتين من الجنسيتين الصومالية والإندونيسية من المبنى الثالث المكون من ثلاثة طوابق. وسادت مخاوف في أوساط سكان منطقة البلد من تزايد خطر تلك المباني التاريخية بعد أن شهدت الكثير من الانهيارات والحرائق، وطالبوا بسرعة تدخل الجهات المعنية، معتبرين المنازل آيلة للسقوط كافة وتشكل خطراً داهماً فضلاً عن خطرها أمنياً نتيجة استغلالها من أعداد كبيرة من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل في البلاد للسكن، مناشدين أمانة جدة والجهات الأمنية اتخاذ إجراءات ملموسة للحفاظ على هذه المباني وحماية الأرواح التي يهددها الوضع الحالي لتلك المباني.