نعى رئيس حكومة إقليم كردستان زعيم حركة «التغيير» نوشيروان مصطفى الذي توفي في السليمانية عن 73 عاماً. وقال في بيان: «أتقدم بخالص العزاء لأفراد عائلة وذوي وأصدقاء ورفاق المرحوم وحركة التغيير وأعضائها. وأتمنى أن تستمر الحركة ومؤيدي وأصدقاء المرحوم ن في خدمة كردستان والأهداف المشتركة لشعبنا». من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم حركة «التغيير» وصية زعيمها الذي توفي صباح أمس. وقال شورش حاجي إنه «أوصى بدفته في تلة زركته في السليمانية حيث مقر التغيير ومنزله». ونوشيروان مصطفى سياسي كردي بارز، أسس حركة «التغيير» بعد انشقاقه عن «الحزب الديموقراطي الكردستاني» بزعامة رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني، دخل العمل السياسي مبكراً وقاتل النظام العراقي السابق وقاد الحركة خلال الانتخابات المحلية والبرلمانية لتصبح القوة الثانية في إقليم كردستان. ولد عام 1944 في السليمانية وكان الابن الأكبر لوالده مصطفى أمين. يتقن الكردية (اللغة الأم) والعربية الفارسية والألمانية والإنكليزية. تزوج عام 1981 ورزق بتوأم. درس في كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد. وكان يتزّعم التيّار اليساري في حزب طالباني، بصفته زعيم كتلة «عصبة كادحي كردستان». وعقب سقوط نظام الرئيس الراحل صدام انخراط «الاتحاد الوطني» في العمليّة السياسيّة وأصبح طالباني رئيساً لمجلس الحكم الانتقالي، عندها تبنّى مصطفى توجّها إصلاحيًّا داخل الحزب، يطالب بالشفافيّة ومكافحة الفساد، وإعادة هيكلة مؤسسات الحزب. بدأ العمل السياسي أثناء دراسته في كلية العلوم السياسية، والتحق حينها باتحاد طلبة كردستان، ثم بالحزب «الديموقراطي» بزعامة ملا مصطفى بارزاني. وبعد الأزمة الداخليّة التي عصفت بالحزب عام 1966، واستقالة المكتب السياسي بزعامة إبراهيم أحمد، ترك الحزب وانخرط في تنظيم «عصبة كادحي كردستان». أصدر مجلة «زركاري» (التحرير) بداية السبعينات، فحكمت السلطات العراقيّة عليه بالإعدام، ما اضطره للهرب إلى النمسا، حيث التحق بإحدى جامعاتها. عاد إلى كردستان بعد توقيع اتفاقيّة الجزائر بين شاه إيران وصدام حسين سنة 1975، وتراجع الحراك الكردي نتيجة قطع الشاه الإمدادات العسكريّة . وساهم في تأسيس «الاتحاد الوطني» عام 1975 في سورية. لم يتمكن من تحقيق مطالبه الإصلاحية، فاستقال أواخر 2006 من الحزب ، وأسس شركة متخصصة في مجال الثقافة والإعلام، ثم أصدر صحيفة أسبوعية وأنشأ موقعاً إلكترونياً وأطلق قناة فضائية ناطقة بالكردية، واتخذت هذه المنابر موقفاً معارضاً لسلطات الإقليم. وفي بداية 2009، أسس حركة «التغيير» التي قدمت نفسها بديلاً سياسياً لحزبي طالباني وبارزاني. أصبحت الحركة ثاني أكبر حزب من حيث عدد الأصوات في انتخابات الإقليم بعد تأسيسها، وشاركت في الحكومة بداية من عام 2014، إلا أنها استمرت في أسلوبها الناقد، ما دفع بارزاني لاعتبار أن الحركة معارضة، على رغم توليها وزارات «البيشمركة» والمالية ودائرة الاستثمارات فطرد وزراءها ومنع رئيس البرلمان يوسف محمد -وهو من الحركة - من دخول مبنى البرلمان نهاية عام 2015.