«ماندالا» (الدائرة) فن هندي يتميز بالأشكال الهندسية المتجانسة، لجأ إليه الهندوس قديماً للتعبير عن صورة الكون، فيما عرف طريقه إلى العالم العربي أخيراً كنوع من العلاج النفسي للتخلص من التوتر، عبر مجلدات خاصة تضم أشكالاً عدة من فن المانديلا يعمل الشخص على تلوينها بما يتيح له مقداراً أكبر من التأمل والاحتكاك بآفاق جديدة. ومع انتشار تلك المجلدات في مصر بصورة واسعة، عملت الفتاة العشرينية ميرنا الكيال على خلق أفق جديد لفن الماندالا دمجت فيه بين الثقافة المصرية وتراثها متمثلاً في صناعة الفخار، وبين الفن الهندي، منتجة تحفاً فنية متداخلة الألوان تضفي جواً من البهجة. استخدمت الكيال «القلة» وهي إناء أشبه بالزجاجة مصنوعة من الفخار ويرجع تاريخ صناعتها إلى العصر الفرعوني، كأداة لرسم الماندالا الذي يرسم عادة على الورق. ونظمت الفتاة العشرينية ورشا لتعليم رسم الماندالا على الفخار في القاهرة بالتعاون مع ربع السلام (مبادرة تسعى الى إعلاء قيمة السلام النفسي بين الأفراد في المجتمع المصري عن طريق الفنون). لا يشترط رسم الماندالا على الفخار احترافاً لرسمه في البداية على الورق وفق الكيال التي أشارت إلى «صعوبة رسم ماندالا على أسطح غير متساوية لما يعتمد عليه من خطوط متماثلة تحتاج إلى دقة، ومع ذلك يستطيع المبتدئون احترافه، وإن كانوا يستغرقون وقتاً أطول من محترفي الفن الذين يتمكنون من التعرف إلى كل التقنيات المستخدمة في ساعات قليلة». طورت الكيال تجربتها بالدمج بين الرسم الفرعوني والماندالا على الأواني والأدوات الفخارية، وتأمل في أن يتحول إلى منتج يحمل شعار «صنع في مصر» دولياً. الشغف بالفن والبحث عن الاختلاف كانا الدافعين لتوجه ميرنا إلى الانطلاق في الحياة الفنية مبكراً قبل اتمامها دراسة الفنون في كلية الفنون الجميلة التي تدرس فيها التصميم الجداري. أطلقت ميرنا مشروعها الأول «بيت النوستالجيا» في شباط (فبراير) الماضي، واتقنت خلاله فنون النجارة واستخدام الأخشاب لصنع قطع فنية مختلفة تعتمد على الصناعة اليدوية بدءاً من اختيار التصميم والتنفيذ وتقطيع الخشب والدهان من أجل إنتاج صناديق خشبية يمكن صاحبها أن يحفظ فيها مقتنياته بما تحمله من ذكريات، لذلك اختارت اسم «النوستالجيا»، أي الحنين.