أكد رئيس لجنة إزالة التعديات على الأراضي في إمارة منطقة مكةالمكرمة سعود الشيباني، أن القضاء على تفشي ظاهرة التعديات على الأراضي وضواحيها، يتطلب تضافراً في جهود العديد من الجهات الحكومية من جهة ودعم لجنة إزالة التعديات على الأراضي من جهة ثانية مادياً ومعنوياً، وزيادة عدد أعضائها. وأوضح «أن اللجنة بكادرها الحالي تقوم بجهود كبيرة، لتتبع المتعدين وإزالة تعدياتهم، لكنها تواجه صعوبة كبيرة في القضاء على التعديات المستشرية كافة في شتى ضواحي العاصمة المقدسة»، مشيراً إلى أن اللجنة لا تكافح التعديات داخل محيط مكةالمكرمة فحسب بل تنتقل إلى الضواحي، فتخصص يوماً لتعديات وادي نعمان وآخر لتعديات الشعيبة وثالثاً لمدركة ورابعاً للمضيق، وهكذا. وكشف رئيس لجنة إزالة التعديات على الأراضي في إمارة منطقة مكةالمكرمة، أن الأراضي المملوكة بصكوك زراعية تشكّل هاجساً يؤرق الملاك والمستثمرين والجهات الحكومية. لافتاً إلى «أن طول المدة الزمنية التي يستغرقها أصحاب تلك الصكوك لتحويل أراضيهم من زراعية إلى عمرانية دفع كثيراً منهم إلى مخالفة الأنظمة والقوانين المعمول بها في السعودية، وخططوا أراضيهم وبدأوا مزادات خفية لبيعها بعيداً عن أعين الرقابة». وأعتبر أن الأراضي الزراعية في وادي نعمان «جنوبمكة» حلت في صدارة الأراضي المخالفة، بسبب تعدي الكثيرين عليها وتخطيطها وبيعها في مخالفة صريحة للأنظمة واللوائح. وشدد على أن الجشع والبحث عن المكسب المادي السريع يعتبر أبرز أسباب تفشي ظاهرة التعدي على الأراضي، إذ يقوم البعض بالاستيلاء على بعض الأراضي، ويبدأون تخطيطها ويستغلون قلة حيلة بعض الأسر ذات الدخل المتوسط، لبيعها لهم بوثائق غير معتد بها بأسعار متوسطة. إلى ذلك، كشف رئيس بلدية الشوقية الفرعية في مكةالمكرمة المهندس محمد فقيه، أن الضواحي الجنوبية والجنوبية الغربية من مكةالمكرمة تشكل أنموذجاً صارخاً لتفشي ظاهرة التعديات على الأراضي الحكومية في العاصمة المقدسة. كما كشف أن لجان إزالة التعديات على الأراضي تمشط تلك الضواحي بصفة دورية، وتلحظ تزايداً مستمراً في حجم التعديات التي تطرأ بين عشية وضحاها. وأوضح أن لجان إزالة التعديات وبالتعاون مع الجهات الأمنية تقوم بحملات شبه أسبوعية لإزالة تلك التعديات بالقوة الجبرية. وقال رئيس بلدية الشوقية الفرعية في مكةالمكرمة ل«الحياة»: «تتعرض لجان إزالة التعديات على الأراضي لصعوبات جمة إبان تأدية مهامها، إذ يتعرض أفرادها لمقاومات عنيفة من بعض المعتدين كثيراً ما انتهت بوابل من الرصاص يدوي في الأرجاء، باثاً الرعب في خوالج المعتدين وأعضاء اللجنة. كما تعرض عدد من أعضاء اللجنة للضرب والطعن، ومورست ضدهم اعتداءات جسدية عدة، أرقدت كثيراً منهم على السرير الأبيض في عدد من المستشفيات الحكومية في العاصمة المقدسة». من جهة ثانية، أكد المواطن أحمد الطائفي أنه يملك عدداً من الأراضي المملوكة بوثائق لا تعترف بها لجان إزالة التعديات على الأراضي في مكةالمكرمة، مشيراً إلى أن أزمته تتمثل في إيقاف إصدار الصكوك للأراضي في مكةالمكرمة المستمر، والذي انعكس سلباً على استثماراته في عدد من الأراضي الكائنة في ضواحي مكةالمكرمة. وذكر أن الحل الأمثل للقضاء على هذا الهاجس يكمن في فتح الباب أمام مالكي الأراضي لإصدار صكوك ملكية لأراضيهم من المحاكم الشرعية.